Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 21, Ayat: 110-110)

Tafsir: Ḫawāṭir Muḥammad Mutawallī aš-Šaʿrawī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

وما دام ربك - عز وجل - يعلم الجهر ويعلم السرَّ وأخْفى ، فإياك أنْ تنافق لأننا ننهاك عن النفاق مع البشر ، فمن باب أَوْلى أن ننهاك عن نفاق ربك سبحانه الذي يعلم سِرَّك كما يعلم علانيتك ، وقصارى أمر البشر أنْ يُراقبوا علانيتك . لذلك ، فإن كل احتياطات أهل الإجرام التخفِّي عن أعين الدولة ، والهرب من مراقبة الشرطة ، لكن كيف التخفي عن نظر الله وعلمه ؟ وقوله تعالى : { إِنَّهُ يَعْلَمُ ٱلْجَهْرَ مِنَ ٱلْقَوْلِ وَيَعْلَمُ مَا تَكْتُمُونَ } [ الأنبياء : 110 ] يُعلّمنا الأدب حتى فيما نكتم ، فالأدب في الجهر من باب أَوْلَى ، ونحن مؤمنون بأن الله سبحانه غَيْب غير مشهد ، وهَبْ أنك في بيتك تعلم كل شيء فيه لأنه مشهد لك ، أمّا ما كان خارج البيت فهو غَيْب عنك لا تعلمه ، أمّا الحق سبحانه فهو غَيْب يعلم كل مَشْهد وكل غيب . ثم يقول الحق سبحانه : { وَإِنْ أَدْرِي لَعَلَّهُ فِتْنَةٌ لَّكُمْ … } .