Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 21, Ayat: 24-24)
Tafsir: Ḫawāṭir Muḥammad Mutawallī aš-Šaʿrawī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
طالما اتخذوا من دون الله آلهة فهاتوا البرهان على صِدْقها ، كما أن الله تعالى - وهو الإله الحق - أتى بالبراهين الدامغة على وجوده ، وعلى قدرته ، وعلى وحدانيته ، وعلى أحديته ، فهاتوا أنتم أيضاً ما لديكم ، أم أنها آلهة لا أدلةَ لها ولا برهانَ عليها ، فلم تنزل كتاباً ، ولا أرسلتْ رسولاً ، ولا جاءت بمنهج . فـأين هم إذن ؟ إذا لم يكونوا على دراية بما يحدث ، فهي آلهة غافلة لا يصح أنْ يحتلوا هذه المنزلة ، وإنْ كانوا على دراية فلمَ لَمْ يُجابهوا الحقائق ويدافعوا عن أنفسهم ؟ إذن : هم ضعفاء عن هذه المواجهة . وقوله تعالى : { قُلْ هَاتُواْ بُرْهَانَكُمْ … } [ الأنبياء : 24 ] أي : هاتوا الدليل على وجود آلهة غير الله ، والبرهان : التدليل بإيجاد الكون على هذا النظام البديع ، فهل سمعتم أن إلهاً آخر قال : أنا الذي أوجدتُ ؟ هل أرسل رسولاً بآية ؟ إذن : هذا كلام كذب وافتراء واختلاق من عند أنفسكم لأنكم لستم أهلَ علم في شيء ، ولا يعني هذا عدمَ وجود العلم ، إنما العلم موجود ، ولكنكم مُعرِضون عن سماعه : { بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ ٱلْحَقَّ فَهُمْ مُّعْرِضُونَ } [ الأنبياء : 24 ] . كأن للحق سمات يعلم بها ، فَمنْ أقبل على معرفة الحق وجده ، أما مَنْ أعرض عن المعرفة ، فمن أين له أنْ يعرف ؟ إذن : فالحق موجود ولو التمسوه لوجدوه وعرفوه ، وأمسكوا بالدليل عليه . ثم يقول الحق سبحانه : { وَمَآ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ … } .