Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 21, Ayat: 39-39)

Tafsir: Ḫawāṭir Muḥammad Mutawallī aš-Šaʿrawī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

أي : لو يعلمون ما يحدث لهم في هذا الوقت حين لا يستطيعون دَفْع النار عن وجوههم ، وذَكر الوجه بالذات لأنه أشرف أعضاء الإنسان وأكرمها لذلك إذا أصابك أذىً في وجهك تحرص على إزالته بيدك ، وأنت لم تفعل أكثر من أنك نقلْتَ الأذى من وجهك إلى يدك ، لماذا ؟ لأن الوجه عزيز عليك ، لا تقبل إهانته ، ولا تتحمَّل عليه أيَّ سوء . فقوله تعالى : { لاَ يَكُفُّونَ عَن وُجُوهِهِمُ ٱلنَّارَ … } [ الأنبياء : 39 ] دلاَلة على إهانتهم { وَلاَ عَن ظُهُورِهِمْ … } [ الأنبياء : 39 ] لأنها تأتيهم من كل مكان : { وَلاَ هُمْ يُنصَرُونَ } [ الأنبياء : 39 ] أي : لا يجدون مَنْ ينقذهم ، أو يأخذ بأيديهم ويدفع عنهم . حتى الشيطان الذي أغواهم وأغراهم في الدنيا سيتبرّأ منهم يوم القيامة ، ويقول : { مَّآ أَنَاْ بِمُصْرِخِكُمْ وَمَآ أَنتُمْ بِمُصْرِخِيَّ … } [ إبراهيم : 22 ] وأصرخه : أزال سبب صراخه ، والهمزة في أصرخه تسمى همزة إزالة ، تقول : صرخ فلان إذا وقع عليه ما هو فوق طاقته واحتماله ، فيصرخ صرخةً يستدعي بها مَنْ يغيثه ويُعينه ، فإنْ أجابه وأزال ما هو فيه فقد أصرخه ، يعني : أزال سبب صراخه . فالمعنى : لا أدافع عنكم ، ولا تدافعون عني ، ولا أنقذكم من العذاب ، ولاتنقذونني . وفي موضع آخر : { كَمَثَلِ ٱلشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلإِنسَانِ ٱكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيۤءٌ مِّنكَ إِنِّيۤ أَخَافُ ٱللَّهَ رَبَّ ٱلْعَالَمِينَ } [ الحشر : 16 ] فحظُّ الشيطان أنْ يُوقِعك في المعصية ، ثم يتبرأ منك . فما جواب لو هنا ؟ المعنى : لو يعلم الذين كفروا الوقت الذي لا يكفُّون فيه النار عن وجوههم ، ولا عن ظهورهم ولا يُنصرون لكفّوا عما يُؤدِّي بهم إلى ذلك ، وانتهَوْا عن أسبابه . ثم يقول الحق سبحانه وتعالى : { بَلْ تَأْتِيهِم بَغْتَةً فَتَبْهَتُهُمْ … } .