Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 21, Ayat: 58-58)
Tafsir: Ḫawāṭir Muḥammad Mutawallī aš-Šaʿrawī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
ونلحظ هنا أن السياق القرآني يحذف ما يُفهم من الكلام ، كما في قصة سليمان - عليه السلام - والهدهد : { ٱذْهَب بِّكِتَابِي هَـٰذَا فَأَلْقِهْ إِلَيْهِمْ ثُمَّ تَوَلَّ عَنْهُمْ فَٱنْظُرْ مَاذَا يَرْجِعُونَ } [ النمل : 28 ] وحَذْف ما كان من الهدهد ورحلته إلى بلقيس ، وإلقائه الكتابَ إليها ، وأنها أخذتْه وعرضتْه على مستشاريها : { قَالَتْ يٰأَيُّهَا ٱلْمَلأُ إِنِّيۤ أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتَابٌ كَرِيمٌ } [ النمل : 29 ] . ومعنى { جُذَاذاً … } [ الأنبياء : 58 ] أي : قطَعاً متناثرة وحطاماً ، بعد أنْ كانت هياكل مجتمعة { إِلاَّ كَبِيراً لَّهُمْ … } [ الأنبياء : 58 ] أي : أنه تركه فلم يحطمه ، وقد كانوا يضعون الأصنام على هيئة خاصة و ديكور ، بحيث يكون الكبير في الوسط ، وحوله الأصنام الصغيرة يعني : كأن له سيطرةً عليهم ومنزلة بينهم ، وكانوا يضعون في عينه الزبرجد ، حتى يُخيَّل لمَنْ يراه أنه ينظر إليه . وقوله : { لَعَلَّهُمْ إِلَيْهِ يَرْجِعُونَ } [ الأنبياء : 58 ] فيسألونه عَمَّا حدث لأولاده الآلهة الصغار ، ولماذا لم يدافع عنهم خاصةً وقد وجدوا الفأْس على كتفه ؟