Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 21, Ayat: 5-5)

Tafsir: Ḫawāṭir Muḥammad Mutawallī aš-Šaʿrawī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

بَلْ تعني أنهم تمادَوْا ، ولم يكتفو بما قالوا ، بل قالوا أيضاً { أَضْغَاثُ أَحْلاَمٍ … } [ الأنبياء : 5 ] وأضغاث : جمع ضِغْث ، وهو الحزمة من الحشيش مختلفة الأشكال ، كما جاء في قصة أيوب عليه السلام : { وَخُذْ بِيَدِكَ ضِغْثاً فَٱضْرِب بِّهِ وَلاَ تَحْنَثْ … } [ ص : 44 ] أي حزمة من أعواد الحشيش . ووردْت أيضاً في رُؤْيا عزيز مصر : { قَالُوۤاْ أَضْغَاثُ أَحْلاَمٍ وَمَا نَحْنُ بِتَأْوِيلِ ٱلأَحْلاَمِ بِعَالِمِينَ } [ يوسف : 44 ] . وقوله { بَلِ ٱفْتَرَاهُ … } [ الأنبياء : 5 ] أي تمادَوْا فقالوا : تعمد كذبه واختلافه { بَلْ هُوَ شَاعِرٌ … } [ الأنبياء : 5 ] إذن : أقوالهم واتهاماتهم لرسول الله متضاربة في ماهية ما هو ؟ وهذا دليل تخبطهم ، فمرة ينكرون أنه من البشر ، ومرة يقولون : ساحر ، ومرة يقولون : مفتر ، والآن يقولون : شاعر ! ! وقد سبق أنْ فنَّدنا كل هذه الاتهامات وقلنا : إنها تحمل في طياتها دليل كذبهم وافترائهم على رسول الله . ثم يقولون : { فَلْيَأْتِنَا بِآيَةٍ كَمَآ أُرْسِلَ ٱلأَوَّلُونَ } [ الأنبياء : 5 ] كأن آية القرآن ما أقنعتْهم ، فلم يكتفُوا بها ، ويطلبون آية أخرى مثل التي جاء بها السابقون ، والقرآن يردّ عليهم في هذه المسألة : لو أنهم سيؤمنون إذا جاءتهم الآية التي اقترحوها لأنزلناهم عليهم ، إنما السوابق تؤكد أنهم لنْ يؤمنوا مهما جاءتهم من الآيات ، وهذا من أسباب العذاب . وقد أوضح الحق سبحانه أنه لن يُعذِّبهم ما دام فيهم رسول الله لذلك لم يُجِبْهم إلى ما طلبوا من الآيات لأن الله تعالى لا يُخلف وعْدَه ، فإنْ جاءتهم الآية فلم يؤمنوا بها لا بُدَّ أنْ يُنزِل بهم العذاب لذلك يقول تعالى بعدها : { مَآ آمَنَتْ قَبْلَهُمْ … } .