Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 23, Ayat: 105-105)

Tafsir: Ḫawāṭir Muḥammad Mutawallī aš-Šaʿrawī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

يعني : أنتم السبب فيما أنتم فيه من العذاب ، فليس للناس على الله حجة بعد الرسل ، وليس لأحد عذر بعد البلاغ ، لذلك حينما يدخل أهل النار النارَ يخاطبهم ربهم : { أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِّنكُمْ يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِ رَبِّكُمْ … } [ الزمر : 71 ] . فالآية تثبت أنهم هم المذنبون أمام نفوسهم : { وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَـٰكِن كَانُوۤاْ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ } [ النحل : 118 ] فلم نفاجئهم بعقوبة على شيء لم نُبصِّرهم به ، إنما أرسلنا إليهم رسولاً يأمرهم وينهاهم ويُبشِّرهم وينذرهم . والإنذار بالشر قبل أن يقع نعمة من النعم ، كما قلنا في سورة الرحمن عن قوله تعالى : { يُرْسَلُ عَلَيْكُمَا شُوَاظٌ مِّن نَّارٍ وَنُحَاسٌ فَلاَ تَنتَصِرَانِ * فَبِأَيِّ آلاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ } [ الرحمن : 35 - 36 ] وهل النار والشواظ نعمة ؟ نعم نعمة لأننا نحذرك منها قبل وقوعها ، وأنت ما زِلْتَ في سعة الدنيا ، وأمامك فرصة الاستدراك . والآيات - كما قلنا - تُطلَق على الآيات الكونية التي تلفت الناس إلى وجود الخالق الأعلى الذي أنشأ هذا الكون بهذه الهندسة البديعة ، وتُطلَق على المعجزات التي تثبت صِدْق الرسول في البلاغ عن الله ، وتُطلَق على الآيات الحاملة للأحكام وهي آيات القرآن . وقد جئناكم بكل هذه الآيات تُتْلَى عليكم وتسمعونها وترونها ، ومع ذلك كذَّبْتم ، ومعنى { تُتْلَىٰ عَلَيْكُمْ … } [ المؤمنون : 105 ] أننا نبهناكم إليها ، ولفتْنَا أنظاركم إلى تأملها ، حتى لا تقولوا : غفلنا عنها .