Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 23, Ayat: 108-108)

Tafsir: Ḫawāṭir Muḥammad Mutawallī aš-Šaʿrawī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ ٱخْسَئُواْ } [ المؤمنون : 108 ] كلمة بليغة في الزجر تعني : السكوت مع الذّلة والهوان لذلك يقولونها للكلاب ، وقد تقول لصاحبك : اسكت على سبيل التكريم له ، كما لو حدَّثك عن فضلك عليه ، وأنك قدَّمْتَ له كذا وكذا فتقول له : اسكت اسكت ، تريد له العزة ، وألاَّ يقف أمامك موقف الضعف والذلة . والخسوء من معانيها أنك تضعف عن تحمُّل الشيء ، كما في قوله تعالى : { ثُمَّ ارجِعِ البَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنْقَلِبْ إِلَيْكَ البَصَرُ خَاسِئاً وَهُوَ حَسِيرٌ } [ الملك : 4 ] يعني : ضعيف عن تحمُّل الضوء . وفي قوله سبحانه : { وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ ٱلَّذِينَ ٱعْتَدَواْ مِنْكُمْ فِي ٱلسَّبْتِ فَقُلْنَا لَهُمْ كُونُواْ قِرَدَةً خَاسِئِينَ } [ البقرة : 65 ] يعني : مطرودون مُبْعدون عن سُمو الإنسانية وعِزّتها لذلك نرى القردة مفضوحي السَّوْءة ، خفيفي الحركة بما لا يتناسب وكرامة الإنسان . إذن : ليس المراد أنهم أصبحوا قردة ، إنما كونوا على هيئة القردة لذلك نراهم حتى الآن لا يهتمون بمسألة العِرْض وانكشاف العورة . إذن : المعنى { ٱخْسَئُواْ فِيهَا وَلاَ تُكَلِّمُونِ } [ المؤمنون : 108 ] اسكتوا سكوتاً بذلّة وهَوَان ، ويكفي ما صنعتموه بالمؤمنين بي فيقول الحق سبحانه : { إِنَّهُ كَانَ فَرِيقٌ مِّنْ عِبَادِي يَقُولُونَ رَبَّنَآ آمَنَّا … } .