Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 23, Ayat: 110-110)

Tafsir: Ḫawāṭir Muḥammad Mutawallī aš-Šaʿrawī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

تكلمنا عن هذه المسألة في قوله تعالى : { إِنَّ ٱلَّذِينَ أَجْرَمُواْ كَانُواْ مِنَ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ يَضْحَكُونَ * وَإِذَا مَرُّواْ بِهِمْ يَتَغَامَزُونَ * وَإِذَا ٱنقَلَبُوۤاْ إِلَىٰ أَهْلِهِمُ ٱنقَلَبُواْ فَكِهِينَ * وَإِذَا رَأَوْهُمْ قَالُوۤاْ إِنَّ هَـٰؤُلاَءِ لَضَالُّونَ * وَمَآ أُرْسِلُواْ عَلَيْهِمْ حَافِظِينَ * فَٱلْيَوْمَ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ مِنَ ٱلْكُفَّارِ يَضْحَكُونَ * عَلَى ٱلأَرَآئِكِ يَنظُرُونَ * هَلْ ثُوِّبَ ٱلْكُفَّارُ مَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ } [ المطففين : 29 - 36 ] . إذن : اتخذ الكفار ضعاف المؤمنين محلَّ سخرية واستهزاء ، وبالغوا في ذلك ، حتى لم يَعُدْ لهم شُغل غير هذا ، وحتى شغلهم الاستهزاء والسخرية عن التفكّر والتأمل فلم يَبْقَ عندهم طاقة فكرية تفكر فيما آمن به هؤلاء ، وهذا معنى : { حَتَّىٰ أَنسَوْكُمْ ذِكْرِي … } [ المؤمنون : 110 ] أي : شغلكم الاستهزاء بالمؤمنين عن الإيمان بمَنْ خلقكم وخلقهم . ويا ليت الأمر توقّف عند هذا الحد من السخرية ، إنما تعداه إلى أن يضحكوا من أهل الإيمان ، ويُضِحكوا أهلهم { وَكُنْتُمْ مِّنْهُمْ تَضْحَكُونَ } [ المؤمنون : 110 ] وفي الآية الأخرى : { وَإِذَا ٱنقَلَبُوۤاْ إِلَىٰ أَهْلِهِمُ ٱنقَلَبُواْ فَكِهِينَ } [ المطففين : 31 ] وسخرية أهل الباطل من أهل الحق موجودة في كل زمان ، وحتى الآن نرى مَنْ يسخرون من أهل الاستقامة والدين والورع ويتندَّرون بهم . ثم يقول الحق سبحانه : { إِنِّي جَزَيْتُهُمُ ٱلْيَوْمَ بِمَا صَبَرُوۤاْ أَنَّهُمْ … } .