Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 23, Ayat: 47-47)

Tafsir: Ḫawāṭir Muḥammad Mutawallī aš-Šaʿrawī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

اعترضوا أيضاً هنا على بشرية موسى وهارون كما حدث من الأمم السابقة ، إنهم يريدون الرسول مَلَكَاً ، كما جاء في موضع آخر : { وَمَا مَنَعَ ٱلنَّاسَ أَن يُؤْمِنُوۤاْ إِذْ جَآءَهُمُ ٱلْهُدَىٰ إِلاَّ أَن قَالُوۤاْ أَبَعَثَ ٱللَّهُ بَشَراً رَّسُولاً } [ الإسراء : 94 ] . ومن الغباء أن يطلبوا ملَكاً رسولاً ، فلو جاءهم الرسول ملكاً ، فكيف سيكون أسْوة للبشر ؟ وكيف سيروْنَه ويتلقّوْن عنه ؟ إذن : لا بُدَّ أنْ يأتيهم في صورة بشر لذلك يقول تعالى : { وَلَوْ جَعَلْنَاهُ مَلَكاً لَّجَعَلْنَاهُ رَجُلاً وَلَلَبَسْنَا عَلَيْهِم مَّا يَلْبِسُونَ } [ الأنعام : 9 ] . وستظل الشبهة قائمة ، فما الذي يجعلك تُصدِّق أنه مَلَك ؟ وقوله تعالى : { وَقَوْمُهُمَا لَنَا عَابِدُونَ } [ المؤمنون : 47 ] يعني : كيف نؤمن لموسى وهارون وقومهما - أي : بني إسرائيل - خدم لنا ، يأتمرون بأمرنا ، بل ونُذلّهم ونُذبِّح أولادهم ، ونستحيي نساءهم ، ونسومهم سوء العذاب ؟ وسمّى ذلك عبادة ، لأن مَنْ يخضع لإنسان ، ويطيع أمره كأنه عبده .