Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 25, Ayat: 77-77)
Tafsir: Ḫawāṭir Muḥammad Mutawallī aš-Šaʿrawī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
بعد أن تحدث الحق - تبارك وتعالى - عن عباد الرحمن ، وذكر أوصافهم وجزاءهم توجّه إلى الآخرين الذين لم يتصفوا بهذه الصفات ولن ينالهم شيء من هذا النعيم ، يقول لهم : إياكم أنْ تظنوا أن الله تعالى سيبالي بكم ، أو يهتم ، أو يكون في معونتكم لأن الله تعالى لا يبالي إلا بعباده الذين عبدوه حَقَّ العبادة ، وأطاعوه حَقَّ الطاعة ، وأنتم خالفتُمْ الأصل الأصيل من إيجاد الخَلْق ، ولم تحققوا معنى الاستخلاف في الأرض الذي خلقكم الله تعالى من أجله . فكما أنكم انصرفتم عن منهج الله ولم تَعْبئوا به ولم تعبدوه ، ولم يكُنْ على بالكم ، فكذلك لا يعبأ الله بكم ، ولن تكونوا على ذِكْر منه سبحانه ، وسوف يهملكم . وقوله تعالى : { لَوْلاَ دُعَآؤُكُمْ … } [ الفرقان : 77 ] يعني : لولا عبادتكم ، حيث إنها لم تقع { فَقَدْ كَذَّبْتُمْ … } [ الفرقان : 77 ] أي : بالأصل الأصيل ، وهو أنكم مخلوقون للعبادة { فَسَوْفَ يَكُونُ لِزَاماً } [ الفرقان : 77 ] كما لازمتم أنتم الكفر بي ولم تعبدوني وأصررتُم على الكفر ، كذلك يكون الجزاء من جنس العمل لِزاماً لكم ، فلا يُفارقكم أبداً .