Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 25, Ayat: 8-8)

Tafsir: Ḫawāṭir Muḥammad Mutawallī aš-Šaʿrawī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

تلحظ أنهم يتنزلون في لَدَدهم وجَدَلهم ، فبعد أنْ طلبوا مَلَكاً يقولون { أَوْ يُلْقَىٰ إِلَيْهِ كَنْزٌ } [ الفرقان : 8 ] أي : ينزل عليه ليعيش منه { أَوْ تَكُونُ لَهُ جَنَّةٌ يَأْكُلُ مِنْهَا } [ الفرقان : 8 ] أي : بستان { وَقَالَ ٱلظَّالِمُونَ إِن تَتَّبِعُونَ إِلاَّ رَجُلاً مَّسْحُوراً } [ الفرقان : 8 ] . والمسحور هو الذي ذهب السِّحْر بعقله ، والعقل هو الذي يختار بين البدائل ويُرتِّب التصرُّفات ، ففاقد العقل لا يمكن أن يكونَ منطقياً في تصرفاته ولا في كلامه ، ومحمد صلى الله عليه وسلم ليس كذلك ، فأنتم تعرفون خُلقه وأمانته ، وتُسمُّونه " الصادق الأمين " وتعترفون بسلامة تصرفاته وحكمته ، كيف تقولون عنه مجنون ؟ لذلك يقول تعالى ردًّا عليهم : { نۤ وَٱلْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ * مَآ أَنتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ * وَإِنَّ لَكَ لأَجْراً غَيْرَ مَمْنُونٍ * وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ } [ القلم : 1 - 4 ] . والخُلُق يسوي تصرُّفات الإنسان فيجعلها مُسْعدة غير مفسدة ، فكيف - إذن - يكون ذو الخُلق مجنوناً ؟ إذن : ليس محمد مسحوراً . وفي موضع آخر قالوا : ساحر ، وعلى فرض أنه صلى الله عليه وسلم ساحر ، فلماذا لم يسحركم كما سَحَر المؤمنين به ؟ إنه لَجَج الباطل وتخبّطه واضطرابه في المجابهة . ثم يقول الحق سبحانه : { ٱنظُرْ كَيْفَ ضَرَبُواْ لَكَ ٱلأَمْثَالَ … } .