Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 26, Ayat: 216-216)
Tafsir: Ḫawāṭir Muḥammad Mutawallī aš-Šaʿrawī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
فإنْ عصاك الأقارب فلا تتردد في أنْ تعلنها { إِنِّي بَرِيۤءٌ مِّمَّا تَعْمَلُونَ } [ الشعراء : 216 ] وعندها لا تراعي فيهم حَقَّ الرحم ، ولا حَقّ القُرْبى ، لأنه لا حَقَّ لهم لذلك قال { فَقُلْ … } [ الشعراء : 216 ] ولم يقل تبرأ منهم لأنه قد يتبرأ منهم فيما بينه وبينهم . لكن الحق - تبارك وتعالى - يريد أنْ يعلنها رسول الله على الملأ ليعلمها الجميع ، وربنا يُعلِّمنا هنا درساً حتى لا نحابي أحداً ، أو نجامله لقرابته ، أو لمكانته حتى تستقيم أمور الحياة . والذي يُفسِد حياتنا وينشر فيها الفوضى واللا مبالاة أنْ ننافق ونجامل الرؤساء والمسئولين ، ونُغطِّي على تجاوزاتهم ، ونأخذهم بالهوادة والرحمة ، وهذا كله يهدم معنويات المجتمع ، ويدعو للفوضى والتهاون . لذلك يعلمنا الإسلام أنْ نعلنها صراحة { فَقُلْ إِنِّي بَرِيۤءٌ مِّمَّا تَعْمَلُونَ } [ الشعراء : 216 ] وليأخذ القانون مجراه ، وليتساوى أمامه الجميع ، ولو عرف المخالف أنه سيكون عبرة لغيره لارتدع . لذلك يُقال عن عمر رضي الله عنه أنه حكم الدنيا كلها ، والحقيقة أنه حكم نفسه أولاً ، فحكمتْ له الدنيا ، وكذلك مَنْ أراد أنْ يحكم الدنيا في كل زمان ومكان عليه أنْ يحكم نفسه ، فلا يجرؤ أحد من أتباعه أن يخالفه ، وساعة أن يراه الناس قدوة ينصاعون له بالسمع والطاعة .