Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 27, Ayat: 24-24)

Tafsir: Ḫawāṭir Muḥammad Mutawallī aš-Šaʿrawī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

ذلك لأنه لما طاف حول قصر بلقيس وجد فيه كُوَّة تدخل منها الشمس ، كما نرى في معابد الفراعنة ، ففي أحد هذه المعابد طاقات بعدد أيام السنة ، بحيث تدخل الشمس في كل يوم من واحدة بعينها لا تدخل من الأخرى . وكذلك كان عند بلقيس مثل هذه الكُوَّة تدخل منها الشمس فتتنبه لها وتستقبلها . لذلك لما ذهب إليها بكتاب سليمان وقف على هذه الكُوَّة وسدَّها بجناحه ، فلم تدخل الشمس في موعدها كما اعتادت الملكة ، فقامت حتى وصلتْ إلى هذه الكُوَّة فرمى عندها الكتاب . فالهدهد - إذن - مؤمن عارف بقضية العقيدة والإيمان بالله يَغَار عليها ويستنكر مخالفتها { وَجَدتُّهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِن دُونِ ٱللَّهِ … } [ النمل : 24 ] فهو يعرف أن الله هو المعبود بحقٍّ ، بل ويعلم أيضاً قضية الشيطان ، وأنه سبب الانصراف عن عبادة الله . { وَزَيَّنَ لَهُمُ ٱلشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ ٱلسَّبِيلِ فَهُمْ لاَ يَهْتَدُونَ } [ النمل : 24 ] فالقضية عنده كاملة بكل تفاصيلها ، ولا تتعجب من مقالة الهدهد واقرأ : { وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَـٰكِن لاَّ تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ … } [ الإسراء : 44 ] . إنها موعظة بليغة من واعظ مُتمكِّن يفهم عن الله ، ويعلم منهجه ويدعو إليه ، بل ويعزّ عليه ويحزّ في نفسه أن ينصرف العباد عن الله المنْعِم : { أَلاَّ يَسْجُدُواْ للَّهِ … } .