Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 27, Ayat: 34-34)
Tafsir: Ḫawāṭir Muḥammad Mutawallī aš-Šaʿrawī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
وتعرض بلقيس رأيها { إِنَّ ٱلْمُلُوكَ إِذَا دَخَلُواْ قَرْيَةً أَفْسَدُوهَا … } [ النمل : 34 ] ، ذلك لأنهم يريدون مُلْكاً ، فينهبون كل ما يمرُّون به بل ويُخربون ويفسدون لماذا ؟ لأنهم ساعةَ يصل الملِك المغير لا يضمن النصر لذلك يُخرِّب كل شيء ، حتى إذا ما عرف أنه انتصر ، وأن الأمور قد استقرتْ له يحافظ على الأشياء ولا يُخربها . { وَجَعَلُوۤاْ أَعِزَّةَ أَهْلِهَآ أَذِلَّةً … } [ النمل : 34 ] لأن الملْك يقوم على أنقاض مُلْك قديم ، فيكون أصحاب العزة والسيادة هم أول مَنْ يُبدأ بهم لأن الأمر أُخِذ من أيديهم ، وسوف يسعَوْن لاستعادته ، ولا بُدَّ أنْ يكون عندهم غَيْظ ولَدَد في الخصومة . أما قوله تعالى : { وَكَذٰلِكَ يَفْعَلُونَ } [ النمل : 34 ] فللعلماء فيه كلام : قالوا إنه من كلام بلقيس ، وكأنه تذييل لكلامها السابق ، لكن ماذا يضيف { وَكَذٰلِكَ يَفْعَلُونَ } [ النمل : 34 ] بعد أن قالت { إِنَّ ٱلْمُلُوكَ إِذَا دَخَلُواْ قَرْيَةً أَفْسَدُوهَا وَجَعَلُوۤاْ أَعِزَّةَ أَهْلِهَآ أَذِلَّةً … } [ النمل : 34 ] . فالرأي الصواب أن هذه العبارة من الحق - سبحانه وتعالى - ليُصدِّق على كلامها ، وأنها أصابت في رأيها ، فكذلك يفعل الملوك إذا دخلوا قرية ، مما يدل على أن الحق سبحانه رب الخلْق أجمعين ، إذا سمع من عبد من عبيده كلمة حق يؤيده فيها ، لا يتعصب ضده ، ولا يهضمه حقه .