Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 27, Ayat: 48-48)

Tafsir: Ḫawāṭir Muḥammad Mutawallī aš-Šaʿrawī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

وهذه المسألة أيضاً لقطة جديدة من القصة لم تُذكَر في الشعراء ، وهكذا كل القَصَص القرآني لو تدبَّره الإنسان لوجده لقطاتٍ متفرقة ، كلٌّ منها يضيف جديداً ، ويعالج أمراً يناسب النجْم القرآني الذي نزل فيه لتثبيت رسول الله صلى الله عليه وسلم . والرَّهْط : اسم جمع ، لا واحدَ له من لفظه ، ويدل على العدد من الثلاثة إلى العشرة ، فمعنى { تِسْعَةُ رَهْطٍ … } [ النمل : 48 ] كأنهم كانوا قبائل أو أسراً أو فصائل ، قبيلة فلان وقبيلة فلان … إلخ . { يُفْسِدُونَ فِي ٱلأَرْضِ … } [ النمل : 48 ] فلماذا قال بعدها : { وَلاَ يُصْلِحُونَ } [ النمل : 48 ] ؟ قالوا : لأن الإنسان قد يُفسد في شيء ، ويُصلح في آخر ، كالذين خلطوا عملاً صالحاً وآخر سيئاً ، وهؤلاء عسى الله أنْ يتوبَ عليهم . أما هؤلاء القوم ، فكانوا أهل فساد مَحْض لا يعرفون الصلاح ، فإنْ رأوْه عمدوا إليه فأفسدوه ، فكأنهم مُصِرُّون على الإفساد ، وللإفساد قوم ينتفعون به ، لذلك يدافعون عنه ويعارضون في سبيله أهل الإصلاح والخير لأنهم يُعطِّلون عليهم هذه المنفعة . وقلنا : إن صاحب الدين والخلق والمبادىء في أيِّ مصلحة تراه مكروهاً من هذه الفئة التي تنتفع من الفساد ، يهاجمونه ويتتبعونه بالهَمْز واللمز ، يقولون : حنبلي ، وربما يهزأون به … إلخ لذلك لم يقف في وجه الرسل إلا هذه الطائفة المنتفعة بالفساد .