Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 27, Ayat: 68-68)

Tafsir: Ḫawāṭir Muḥammad Mutawallī aš-Šaʿrawī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

أي : من لدن آدم - عليه السلام - والناس يموتون والأنبياء تذكر بهذا اليوم الآخر ، لكنه لم يحدث { إِنْ هَـٰذَآ إِلاَّ أَسَاطِيرُ ٱلأَوَّلِينَ } [ النمل : 68 ] أي : كذِب وافتراء ونسج خيال كما في أساطير السابقين ، لكن ما الدافع لهم لأنْ يتهموا الرسل في بلاغهم عن الله هذا الاتهام ؟ قالوا : لأن نفس المرء عزيزة عليه ، وكل مُسْرف على نفسه في المعاصي يريد أنْ يؤمِّن نفسه ، وأنْ يريحها ، وليس له راحة إلا أنْ يقول هذا الكلام كذب ، أو يتمنى أن يكون كذباً ، ولو اعترف بالقيامة وبالبعث والحساب فمصيبته عظيمة ، فليس في جُعْبته إلا كفر بالله وعصيان لأوامره ، فكيف إذن يعترف بالبعث ؟ فطبيعي أن يؤنس نفسه بتكذيب ما أخبره به الرسول . لذلك نجد من هؤلاء مَنْ يقول في القدر : إذا كان الله قد كتب عليَّ المعصية ، فلماذا يُعذِّبني بها ؟ والمنطق يقتضي أن يكملوا الصورة فيقولون : وإذا كتب عليَّ الطاعة ، فلماذا يثيبني عليها ؟ فلماذا ذكرتُم الشر وأغفلتم الخير ؟ إذن : هؤلاء يريدون المنفذ الذي ينجون منه ويهربون به من عاقبة أعمالهم .