Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 27, Ayat: 78-78)
Tafsir: Ḫawāṭir Muḥammad Mutawallī aš-Šaʿrawī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى { ٱلْعَزِيزُ … } [ النمل : 78 ] أي : الذي يقهر ولا يُقهر ، ويغلب ولا يُغْلب ، ويجير ولا يُجَار عليه ، وهو مع ذلك في عزته { ٱلْعَلِيمُ } [ النمل : 78 ] فقد يكون عزيزاً لا يُغلب ، لكن لا علم عنده ، فالحق سبحانه عزيز عليم يضع العزة في مكانها ، ويضع الذلة في مكانها . كما قال سبحانه : { قُلِ ٱللَّهُمَّ مَالِكَ ٱلْمُلْكِ تُؤْتِي ٱلْمُلْكَ مَن تَشَآءُ وَتَنزِعُ ٱلْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَآءُ وَتُعِزُّ مَن تَشَآءُ وَتُذِلُّ مَن تَشَآءُ بِيَدِكَ ٱلْخَيْرُ … } [ آل عمران : 26 ] . وقد وقف العلماء عند قوله تعالى عن نفسه : { بِيَدِكَ ٱلْخَيْرُ … } [ آل عمران : 26 ] فاجتهد بعضهم فقال : التقدير : بيدك الخير والشر ، وهذا التقدير يدل على عدم فهْم لمعنى الآية فما عند الله خير في كل الأحوال لأن إيتاء الملْك لمن ينصف في الرعية خير ، ونزع الملْك ممَّنْ يطغى به ويظلم خير أيضا لأن الله سلب منه أداة الطغيان حتى لا يتمادى ، ففي كلٍّ خير . وما دام من صفاته تعالى أنه عزيز عليم حكيم رحيم ذو فضل ، فاطمئن أيها المؤمن بالله ، وتوكل على الله . ثم يقول الحق سبحانه : { فَتَوَكَّلْ عَلَى ٱللَّهِ … } .