Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 27, Ayat: 80-80)

Tafsir: Ḫawāṭir Muḥammad Mutawallī aš-Šaʿrawī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

والمعنى : لا تحزن يا محمد ، ولا تُهلك نفسك على هؤلاء الذين لم يؤمنوا من قومك ، فما عليك إلا البلاغ . والبلاغ كلام له أداة استقبال في السامع هي الأذن ، فإذا تعطلَتْ هذه الأداة لن يسمعوا ، وهؤلاء القوم تعطلَتْ عندهم أداة السمع ، فهم كالموتى والذين أصابهم الصمم ، فآيات الله الكونية كثيرة من حولهم ، لكن لا يروْن ولا يسمعون . وليت الأمر يقف بهم عند حَدِّ الصمم ، إنما يُولُّون مدبرين من سماع الدعوة ، وهذه مبالغة منهم من الانصراف عن دعوة الحق لأنهم إنْ جلسوا فلن يسمعوا ، فما بالك إذا ولَّوْا مدبرين يجروُن بعيداً ، وكأن الواحد منهم يخاف أن يزول عنه الصمم وتلتقط أذنه نداء الله ، فيستميله النداء ، وعندها تكون مصيبته كبيرة - على حَدِّ زعمهم . وهذا دليل على أنهم يعلمون أنه حق ، وأنهم لو صَغَوْا إليه لاتبعوه ، ألم يقولوا : { لاَ تَسْمَعُواْ لِهَـٰذَا ٱلْقُرْآنِ وَٱلْغَوْاْ فِيهِ … } [ فصلت : 26 ] . ذلك لأن القرآن جلالاً وجمالاً يأسِرُ الألباب لذلك نَهَوْا عن سماعه ، ودَعَوْا إلى التشويش عليه ، حتى لا ينفذ إلى القلوب . ثم يقول الحق سبحانه : { وَمَآ أَنتَ بِهَادِي ٱلْعُمْيِ … } .