Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 27, Ayat: 82-82)

Tafsir: Ḫawāṭir Muḥammad Mutawallī aš-Šaʿrawī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

كلمة { وَقَعَ ٱلْقَوْلُ عَلَيْهِم … } [ النمل : 82 ] أي : سقط : كأنه وبطبيعته يسقط لا يحتاج لمَنْ يُجبره على السقوط . والسقوط { عَلَيْهِم … } [ النمل : 82 ] كما في قوله تعالى { فَخَرَّ عَلَيْهِمُ ٱلسَّقْفُ مِن فَوْقِهِمْ … } [ النحل : 26 ] . والوقوع هنا يدل على أنهم سيتعرّضون لشدائد ومتاعب ، وبتتبع هذه المادة وقع في القرآن نجد أنها جاءت كلها في الشدائد إلا في موضع واحد هو قوله تعالى : { وَمَن يَخْرُجْ مِن بَيْتِهِ مُهَاجِراً إِلَى ٱللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ ٱلْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلىَ ٱللَّهِ … } [ النساء : 100 ] . وما داموا لم يسمعوا للآيات ، ولم يقبلوها ، ولم يلتفتوا إلى منهج الله وصمُّوا عنه آذانهم ، فلم يسمعوا كلام أمثالهم من البشر فسوف نُخرج لهم دابة تكلمهم . { أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَآبَّةً مِّنَ ٱلأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ … } [ النمل : 82 ] وانظر إلى هذه الإهانة وهذا التوبيخ : أنتم لم تسمعوا كلام أمثالكم من البشر ، ولم تفهموا مَنْ يخاطبكم بلغتكم ، فاسمعوا الآن من الأدنى ، وافهموا عنها ، وفسِّروا قولها . لكن ماذا ستقول الدابة لهم ؟ وما نوع كلامها ؟ : { أَنَّ ٱلنَّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا لاَ يُوقِنُونَ } [ النمل : 82 ] أي : بآياتنا السابقة لا يؤمنون ، وها أنا ذا أُكلِّمهم ، وعلى الماهر فيهم أن يقول لي : كيف أكلمه . وقد اختلف الناس في هذه الدابة ، وفي شكلها وأوصافها ، وكيف يأتي القول من غير مألوف القول وهو الدابة ؟ لكن ما دام أن الله تعالى أخبر بها فهي حقٌّ ، لا ينبغي معارضته ، وعلينا أن نأخذ وقوع ما حدَّث به القرآن قبل أن يكون دليلاً على صِدْقه فيما يحدِّث به فيما يكون .