Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 28, Ayat: 16-16)
Tafsir: Ḫawāṭir Muḥammad Mutawallī aš-Šaʿrawī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يُعلمنا موسى - عليه السلام - أن الإنسان ساعة يقترف الذنب ، ويعتقد أنه أذنب لا يكابر ، إنما ينبغي عليه أنْ يعترف بذنبه وظلمه لنفسه ، ثم يبادر بالتوبة والاستغفار { قَالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَٱغْفِرْ لِي … } [ القصص : 16 ] يعني : يا ربّ حكْمك هو الحقّ ، وأنا الظالم المعترف بظلمه . ومن هنا كان الفَرْق بين معصية آدم عليه السلام ومعصية إبليس : آدم عصى واعترف بذنبه وأقرَّ به ، فقال { رَبَّنَا ظَلَمْنَآ أَنفُسَنَا … } [ الأعراف : 23 ] فقبل الله منه وغفر له . أما إبليس فعلَّل عدم سجوده : { أَأَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِيناً } [ الإسراء : 61 ] وقال : { أَنَاْ خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ } [ ص : 76 ] فردَّ الحكم على الله . لذلك نقول لمن يُفتي بغير ما شرع الله فيُحلِّل الحرام لسبب ما ، نقول له : احذر أنْ ترَّد على الله حكمه لأنك إنْ فعلتَ فأنت كإبليس حين ردَّ على الله حُكمه ، لكن أفْتِ بالحكم الصحيح ، ثم تعلَّل بأن الظروف لا تساعد على تطبيقه ، فعلى الأقل تحتفظ بإيمانك ، والمعصية تمحوها التوبة والاستغفار ، أما الكفر فلا حيلةَ معه . فلما استغفر موسى ربه غفر له { إِنَّهُ هُوَ ٱلْغَفُورُ ٱلرَّحِيمُ } [ القصص : 16 ] يُعرف الذنب ، ثم يغفره رحمة بنا لأن الإنسان حين تصيبه غفلة فيقع في المعصية إذا لم يجد باباً للتوبة وللرجوع يئس وفقد الأمل ، وتمادى في معصيته ونسميه فاقد عنده سُعار للجريمة ، ولا مانع لديه من ارتكاب كل الذنوب . إذن : فمشروعية التوبة والاستغفار تعطي المؤمن أملاً في أنه لن يُطرَدَ من رحمة الله ، لأن رحمة الله واسعة تسَع كل ذنوبه مهما كثُرتْ . لذلك يقول تعالى في مشروعية التوبة { ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوۤاْ … } [ التوبة : 118 ] والمعنى : شرع لهم التوبة ، وحثَّهم عليها ليتوبوا بالفعل فيقبل منهم . ثم يقول الحق سبحانه : { قَالَ رَبِّ بِمَآ أَنْعَمْتَ … } .