Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 28, Ayat: 27-27)

Tafsir: Ḫawāṭir Muḥammad Mutawallī aš-Šaʿrawī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

في الأمثال نقول : اخطب لبنتك ولا تخطب لابنك ذلك لأن كبرياء الأب يمنعه أنْ يعرض ابنته على شاب فيه كلُّ صفات الزوج الصالح - وإنْ كان القلة يفعلون ذلك - وهذه الحكمة من الأب في أمر زواج ابنته تحلُّ لنا إشكالات كثيرة ، فكثيراً ما نجد الشاب سويَّ الدين ، سويَّ الأخلاق ، لكن مركزه الاجتماعي - كما نقول - دون مستوى البنت وأهلها ، فيتهيب أنْ يتقدّم لها فيُرفض . وفي هذه الحالة على الأب أنْ يُجَرِّىء الشاب على التقدم ، وأن يُلمح له بالقبول إن تقدَّم لابنته ، كأن يقول له : لماذا لم تتزوج يا ولد حتى الآن ، وألف بنت تتمناك ؟ أو غير ذلك من عبارات التشجيع . أما أن نرتقي إلى مستوى التصريح كسيدنا شعيب { إِنِّيۤ أُرِيدُ أَنْ أُنكِحَكَ إِحْدَى ٱبْنَتَيَّ هَاتَيْنِ … } [ القصص : 27 ] فهذا شيء آخر ، وأدب عَالٍ من العارض ، ومن المعروض عليه ، وفي مجتمعاتنا كثير من الشباب والفتيات ينتظرون هذه الجرأة وهذا التشجيع من أولياء أمور البنات . ألاَ ترى أن الله تعالى أباح لنا أن نُعرِّض بالزواج لمن تُوفِّي عنها زوجها ، قال تعالى : { وَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا عَرَّضْتُمْ بِهِ مِنْ خِطْبَةِ ٱلنِّسَآءِ … } [ البقرة : 235 ] ولا تخفى علينا عبارات التلميح التي تلفت نظر المرأة للزواج . وقوله : { عَلَىٰ أَن تَأْجُرَنِي ثَمَانِيَ حِجَجٍ … } [ القصص : 27 ] أي : تكون أجيراً عندي ثماني سنوات ، وهذا مَهْر الفتاة ، أراد به أن يُغلِي من قيمة ابنته ، حتى لا يقول زوجها : إنها رخيصة ، أو أن أباها رماها عليه . { فَإِنْ أَتْمَمْتَ عَشْراً فَمِنْ عِندِكَ وَمَآ أُرِيدُ أَنْ أَشُقَّ عَلَيْكَ سَتَجِدُنِي إِن شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّالِحِينَ } [ القصص : 27 ] يعني : حينما تعايشني ستجدني طيبَ المعاملة ، وستعلم أنك مُوفّق في هذا النسب ، بل وستزيد هذه المدة محبة في البقاء معنا . فأجاب موسى عليه السلام : { قَالَ ذَلِكَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ … } .