Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 3, Ayat: 125-125)

Tafsir: Ḫawāṭir Muḥammad Mutawallī aš-Šaʿrawī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

إن الحق سبحانه وتعالى ضرب المثل بالصبر والتقوى في بدر مع القلة فكان النصر ، وهنا في أُحُد لم تصبروا فساعة أن رأيتم الغنائم سال لعابكم فَلم تصبروا عنها ، ولم تتقوا أمر الله المبلغ على لسان رسوله في التزام أماكنكم . فكيف تكونون أهلاً للمدد ؟ إذن من الذي يحدد المدد ؟ إن الله هو الذي يعطي المدد ، ولكن من الذي يستقبل المدد لينتفع به ؟ إنه القادر على الصبر والتقوى . إذن فالصبر والتقوى هما العُدّة في الحرب . لا تقل عدداً ولا عدة . لذلك قال ربنا لنا : { وَأَعِدُّواْ لَهُمْ مَّا ٱسْتَطَعْتُمْ مِّن قُوَّةٍ } [ الأنفال : 60 ] ولم يقل : أعدوا لهم ما تظنون أنه يغلبهم ، لا . أنتم تعدون ما في استطاعتكم ، وساعة تعدون ما في استطاعتكم وأسبابكم قد انتهت … فالله هو الذي يكملكم بالنصر . والبشر في ذواتهم يصنعون هذا ، فمثلاً - ولله المثل الأعلى من قبل ومن بعد - لنفترض أنك تاجر كبير . وتأتيك العربات الضخمة محملة بالبضائع ، صناديق وطرود كبيرة ، وأنت جالس بينما يفرغ العمال البضائع ، وجاء عامل لينزل الطرد فغلبه الطرد على عافيته ، وتجد نفسك بلا شعور منك ساعة تجده سيقع تهب وتقوم لنصرته ومعاونته ، لقد استنفد هذا العامل أسبابه ولم يقدر ، فالذي يعنيه الأمر يمد يده إليه ، فما بالنا بالحق سبحانه وتعالى . كأنه يقول ابذل وقدّم أسبابك ، فإذا ما رأيت أسبابك انتهت والموقف أكبر منك ، فاعلم أنه أكبر منك أنت ولكنه ليس أكبر من ربك إنه سبحانه يقول : { وَمَا جَعَلَهُ ٱللَّهُ إِلاَّ بُشْرَىٰ لَكُمْ وَلِتَطْمَئِنَّ قُلُوبُكُمْ بِهِ … } .