Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 3, Ayat: 138-138)

Tafsir: Ḫawāṭir Muḥammad Mutawallī aš-Šaʿrawī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

انظر إلى الكلمة { هَـٰذَا بَيَانٌ لِّلنَّاسِ } [ آل عمران : 138 ] إن البيانات عندما تتأتى تأخذ قوتها وسطوتها وعظمتها من قوة من أصدر البيان أنت ساعة تجد ثورة في مجتمع ما فإننا نسمع كلمة " بيان رقم واحد " تهتز له الدنيا وهو بيان قادم من بشر فما بالنا بالبيان القادم من الله ؟ إنه إيضاح من الله : أنا لن آخذكم على غرة { هَـٰذَا بَيَانٌ لِّلنَّاسِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةٌ لِّلْمُتَّقِينَ } [ آل عمران : 138 ] و " الهدى " : كما نعرف هو الطريق الموصل للغاية المرجوة . و " الموعظة " معناها : حمل النفس ترغيباً وترهيباً ، لعمل الخير بالترغيب ، والبعد عن الشر بالترهيب ، تلك هي الموعظة . وكل هذه الأشياء عندما جاءت في ثنايا آيات أُحُد بعد أن أخذنا منها العبرة والحدث ما زال ساخناً . لذلك فقبل أن يكمل لنا قصة أُحُد استثار النفوس بهذه المسألة ، ووضع لنا الأشياء المادية والقيمية لنأخذ بها في حياتنا ، وحتى لا تنتهي قصة أُحُد وينصرف الناس عن العظات التي كانت فيها . وما دامت المسألة هكذا ، وكان المقاتلون في سبيل الله هم جنود الحق ، وعرفوا ذلك بتأييد الله لهم ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم بينهم . وهو حامل المعجزة الدالة على صدقه لذلك فالذي حدث في معركة أٌحُد لا يصح أن يضعفكم لأنكم تعرفون كيف يسند الله الحق ويقويه . وتعرفون حملة الله على الباطل . وقد أوضحنا لكم السنن والبيان ، ولذلك يقول الحق سبحانه بعد ذلك : { وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الأَعْلَوْنَ … } .