Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 3, Ayat: 143-143)
Tafsir: Ḫawāṭir Muḥammad Mutawallī aš-Šaʿrawī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
وكان القوم الذين فاتهم شرف الاشتراك في بدر قد أرادوا أن يذهبوا مع الرسول للمشاركة في غزوة أُحُد ، ويوضح لهم الحق : أكنتم تظنون أن تمنى المعارك وحده يحقق النصر ، وهل كنتم تظنون أن كل معركة يدخلها المؤمنون لا بد أن تكون منتصرة ؟ وإن كنتم تظنون أن المسألة هي نصر لمجرد التمني ، فمعنى ذلك أنكم دخلتم إلى معسكر الإيمان من أجل الفأل واليُمن والنصر ، ونحن نريد أن نعرف من الذي يدخل معسكر الإيمان وهو بائع روحه وهو مُحتسب حياته في سبيل الله . فلو أن الأمر يمر رخاء ، لدخل كل واحد إلى معسكر الإيمان ، لذلك يقول الحق : { أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ ٱلْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ جَاهَدُواْ مِنكُمْ وَيَعْلَمَ ٱلصَّابِرِينَ } [ آل عمران : 143 ] . فهل ظننتم أنكم تدخلون الجنة بدون أن يُخرج الحق على الملأ ما علمه غيباً ، وتترجمه الأحداث التي يُجريها سبحانه فيصير واقعاً وحُجة عليكم ، ويبرز الله سبحانه من الذين جاهدوا أي دخلوا في زُمرة الحق ، والذين صبروا على الأذى في الحق . ويقول سبحانه : { وَلَقَدْ كُنْتُمْ تَمَنَّوْنَ ٱلْمَوْتَ مِن قَبْلِ أَن تَلْقَوْهُ فَقَدْ رَأَيْتُمُوهُ وَأَنْتُمْ تَنظُرُونَ } [ آل عمران : 143 ] أي إن ما كنتم تتمنونه قديماً صار أمامكم ، فلو أن التمني كان صحيحاً لأقبلتم على الموت كما تقبلون على الحياة . ويقول سبحانه من بعد ذلك : { وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ ٱلرُّسُلُ … } .