Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 30, Ayat: 1-1)
Tafsir: Ḫawāṭir Muḥammad Mutawallī aš-Šaʿrawī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ الۤـمۤ } [ الروم : 1 ] سبق أن تكلمنا كثيراً عن الحروف المقطعة في بدايات السور ، ولا أريد إعادة ما قُلْته ، لكن أريد من العلماء أنْ يلتفتوا إلى هذه المسألة لفتة إشراقية تُرينا جميعاً ، وتكشف لنا الحكمة والأسرار في هذه الحروف . وقلنا : إن هذه الحروف الم بنيت على الوقف ، كل حرف منها على حِدَة ، مع أن القرآن في مجمله مبني على الوصل في آياته وفي سوره ، فآخر حرف في السورة موصول بأول حرف في التي تليها - فهنا نقول : وَإِنَّ اللهَ لَمعَ المحْسِنينَ بسْمِ اللهِ الرحْمنِ الرحيمِ … بل أعجب من هذا ، نجد أن آخر سورة الناس مبنيٌّ على الوصل بأول الفاتحة ، فنقول : … مِنَ الجِنَّةِ والنَّاسِ بسْم اللهِ الرحْمَنِ الرَّحيم الْحَمدُ لله رَبِّ العَالمين . فالقرآن إذن موصول ، لا انقطاعَ فيه . فلماذا بُنيت الحروف المقطعة في أوائل السور على الوقْف ، لماذا لا نقول : ألفٌ لامٌ ميمٌ ؟ قالوا : لأن الله تعالى لم يشأ أنْ يجعلها كلمة واحدة ، فجاءت على القطع ، ويؤنسنا قول رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا أقول الم حرف ، ولكن ألف حرف ، ولام حرف ، وميم حرف " فنريد وننتظر من يدركه الله ليكون من المحسنين ، ويدلُّنا على ما في هذه الحروف من سِرٍّ يُوقف عنده ، ولا يُوصل بغيره . قال الحق سبحانه : { غُلِبَتِ … } .