Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 34, Ayat: 54-54)
Tafsir: Ḫawāṭir Muḥammad Mutawallī aš-Šaʿrawī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
نقول : حُلْتُ بين الخصمين يعني : فصلْتُ بينهما ، وجعلتُ بينهما حائلاً ومانعاً من الاشتباك حتى لا يبلغ كل منهم أشُدَّه في المعركة ، أو ينال مراده من خَصْمه ، فالحق - سبحانه وتعالى - جعل حائلاً ومانعاً بين هؤلاء وبين ما يشتهون . والاشتهاء طلب شهوة النفس من غير ارتباط بمنهج ، لكن ما الذي كان يشتهيه الكفار ؟ كانوا يشتهون أنْ يطمسوا دعوة الحق ، فلم يُمكِّنهم الله من طمسها ، كما قال سبحانه : { يُرِيدُونَ أَن يُطْفِئُواْ نُورَ ٱللَّهِ بِأَفْوَٰهِهِمْ وَيَأْبَىٰ ٱللَّهُ إِلاَّ أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ ٱلْكَٰفِرُونَ } [ التوبة : 32 ] . وقال سبحانه : { هُوَ ٱلَّذِيۤ أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِٱلْهُدَىٰ وَدِينِ ٱلْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى ٱلدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ ٱلْمُشْرِكُونَ } [ الصف : 9 ] . وهم يشتهون انطماس الدعوة لتبقى لهم سيادتهم التي نهبوها على حساب الضعفاء ، ولتظل لهم المكانة والتصرُّف ، كذلك يَشْتهون انطماس الدعوة حتى لا تقف مناهج الله عقبة أمام شهوات نفوسهم . ومعلوم أن الإنسان تحاربه نفسه قبل أن يحاربه الشطيان ، لذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم في رمضان : " إذا جاء رمضان فُتِحت أبواب الجنة ، وغُلِّقت أبواب النار ، وصُفِّدت الشياطين " ومع ذلك تحدث في رمضان ذنوب وجرائم . إذن : هذه الذنوب وهذه الجرائم ليست عن طريق الشيطان ، إنما من طريق النفس ، كأن الله تعالى يريد أنْ يفضح العاصين الذين يتهمون الشيطان ، ويُلْقون عليه تبعة كل ذنوبهم . إذن : ليس الشيطان وحده هو وسيلة الضلال والغواية ، إنما هناك النفس الأمَّارة بالسوء . وسبق أنْ أوضحنا كيفية التفريق بين المعصية من طريق الشيطان والمعصية من طريق النفس ، وقلنا : إذا وقفْتَ أمام معصية بعينها لا تتحول عنها مهما عَزَّتْ عليك أسبابها ، فاعلم أنها من شهوات النفس لأن النفس تريد شيئاً بعينه ، أما الشيطان فإنْ عزَّت عليك معصية أخذك إلى أخرى ، المهم أن تعصي الله على أيِّ وجه ، وبأية طريقة . فقوله تعالى : { وَحِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ مَا يَشْتَهُونَ } [ سبأ : 54 ] دلَّ على أن المسألة بالنسبة لهم كانت شهوةَ نفس ، لا مدخلَ للشيطان فيها ، لماذا ؟ لأنهم كفروا بالله وفرغ الشيطان منهم ، وإلا ماذا يريد منهم بعد ذلك ، فلم تَبْقَ إلا شهوات النفس فاشتهوا أنْ يطمسوا الدعوة ، وأنْ يذلوا مَنْ آمن ويجعلوه عبرةً لمن يفكر في الإيمان ، لكن حال الله بينهم وبين ما أحبوا ، وسارت الدعوة على خلاف ما اشتهوا ، فمن ذُلَّ وضُرب وأُهين من المؤمنين ثبت على إيمانه ، ومَنْ كان يفكر في الإيمان لم يَرْهَبَهُم ، ولم يخف مما فعلوه بإخوانه المؤمنين . فإنْ قلت : كيف أسلم اللهُ المؤمنين الأوائل لأنْ يعذبهم الكفار ، وأنْ يُهينوهم ويُخرجوهم من أرضهم ؟ نقول : كان هذا لحكمة عالية أرادها الحق سبحانه ، وهي أنْ يُمحِّص إيمان المؤمنين ، بحيث لا يثبت على إيمانه إلا قوى العزيمة الذي يصبر على تحمل الشدائد ، فهؤلاء هم الذين سيحملون منهج السماء ودعوة الحق إلى العالم أجمع ، فلا بد أن يكونوا صفوة تختار دين الله وتضحي في سبيله بكل غالٍ ونفيس . لذلك أراد سبحانه أنْ تتزلزل هذه الدعوة في بدايتها عدة مرات ، وأن ترى بعض الفتن التي تُغربل الناس ، وتُخرِج المؤمنين في جانب ، والمنافقين في الجانب الآخر ، وهذا ما حدث بالفعل في مسألة الإسراء والمعراج مثلاً ، وفي رحلة الطائف ، كلها فِتن تُمحِّص المؤمنين . لقد ضيَّق الكفارُ على المؤمنين الخناقَ ، حتى جلس رسول الله يفكر في أمرهم ويفتش في رقعة الأرض المعاصرة له ، أيها تناسب أصحابه ، ويأمنون فيها على أرواحهم وعلى دينهم ، فلم يجد صلى الله عليه وسلم إلا الحبشة ، فقال لأصحابه : " اذهبوا إلى الحبشة ، فإن بها ملكاً لا يُظْلم أحد عنده " . وفعلاً كان النجاشي عند ظن رسول الله ، فأكرم المؤمنين ، ورفض أنْ يُسَلِّمهم إلى وفد قريش لذلك كافأه رسول الله بأنْ وكله في أن يُزوِّجه من أم حبيبة ، وكانت لهذه الزيجة حكمة ، فالسيدة أم حبيبة هاجرت مع زوجها إلى الحبشة ، لكنه تنصَّر هناك ، وظلَّتْ أم حبيبة على إيمانها ، فدلَّ ذلك على صدْق إيمانها ، وأنها ما هاجرت لأجل زوجها ، إنما هاجرت لله ورسوله ، فكافأها رسول الله هذه المكافأة . فالكفار اشتهوا إيذاء رسول الله وإيذاء المؤمنين مجاهرةً ، فلم يصلوا من ذلك إلى شيء ، فاشتهوا التآمر على رسول الله وقَتْله ، ودبروا له مؤامرة لقتله { وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ ٱللَّهُ وَٱللَّهُ خَيْرُ ٱلْمَاكِرِينَ } [ الأنفال : 30 ] فخيَّب الله سَعْيهم ، " وخرج رسول الله من بين شبابهم وفتيانهم ، وهو يحثُو التراب على وجوههم ، ويقول : " شاهت الوجوه " . والله يقول : { فَأغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لاَ يُبْصِرُونَ } [ يس : 9 ] . وهكذا حالَ الله بينهم وبين ما يشتهون من المجاهرة ومن المؤامرة ، فحاولوا أنْ يسحروا رسول الله ، بأن يكيدوا له بطريقة خفية فَسَحره لبيد بن الأعصم ، واستعانوا في ذلك بإخوانهم من شياطين الجن ، كما قاله سبحانه : { وَإِنَّ ٱلشَّيَٰطِينَ لَيُوحُونَ إِلَىۤ أَوْلِيَآئِهِمْ لِيُجَٰدِلُوكُمْ } [ الأنعام : 121 ] لكن خيَّب الله مَسْعاهم في السحر أيضاً ، ولم ينالوا من رسول الله ، ولا من منهج الله ، وكأن الله تعالى يقول لهم : وفِّروا على أنفسكم ، فرسول الله معصوم من الله ، كما خاطبه سبحانه بقوله : { وَٱللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ ٱلنَّاسِ } [ المائدة : 67 ] . وقوله سبحانه : { كَمَا فُعِلَ بِأَشْيَاعِهِم مِّن قَبْلُ } [ سبأ : 54 ] يعني هذه القضية ليست خاصة بكفار مكة ، إنما هي سنة مُتبعة في الأمم السابقة ، ومعنى { بِأَشْيَاعِهِم } [ سبأ : 54 ] بأمثالهم من الكفار في الأُمم السابقة . والأشياع : جمع شيعة ، وهم الجماعة المجتمعة على رأي ينتفعون به ، ويدافعون عنه ، سواء أكان حقاً أم كان باطلاً ، فقوله تعالى هنا : { كَمَا فُعِلَ بِأَشْيَاعِهِم مِّن قَبْلُ } [ سبأ : 54 ] دلَّ على أنهم كانوا على باطل ، أما قوله تعالى : { وَإِنَّ مِن شِيعَتِهِ لإِبْرَاهِيمَ } [ الصافات : 83 ] فهذه على الحق . والمعنى : أنهم أُخِذوا كما أُخِذ أمثالهم من الكافرين مع الفارق بين الحالتين ، فقبل رسول الله كانت السماء تتدخل مباشرة لتدافع عن دين الله وعن نبي الله لذلك حدثتْ فيهم الزلازل والخسْف والصيحة والمسخ … إلخ . فالأمم السابقة لم تكُنْ مأمونة على أنْ تدفع عن دين الله بسيفها ، أما أمة محمد صلى الله عليه وسلم فقد استأمنها الله على هذه المهمة ، فحملتْ السيف ودافعتْ عن دينها لذلك أكرم الله هذه الأمة ، فلم يحدث فها خَسْف ، ولا مَسْخ ولا إغراق . مما حدث لسابقيهم . لذلك لما يئس نوح عليه السلام من هداية قومه دعا عليهم : { رَّبِّ لاَ تَذَرْ عَلَى ٱلأَرْضِ مِنَ ٱلْكَافِرِينَ دَيَّاراً * إِنَّكَ إِن تَذَرْهُمْ يُضِلُّواْ عِبَادَكَ وَلاَ يَلِدُوۤاْ إِلاَّ فَاجِراً كَفَّاراً } [ نوح : 26 - 27 ] . أما سيدنا رسول الله فجاءه الملَك يعرض عليه الانتقام من كفار قومه ، فيقول : لا ، لعل الله يُخرِج من أصلابهم مَنْ يقول لا إله إلا الله . وفعلاً آمن منهم كثيرون أمثال : خالد بن الوليد ، وعمرو بن العاص ، وعكرمة بن أبي جهل ، كما كانوا ألدَّ أعداء الإسلام صاروا قادته الفاتحين . وقد تألم المسلمون كثيراً لأن هؤلاء نجوْا من القتل ، وهم لا يدرون أن الله تعالى كان يدخرهم للإسلام ، فصار خالد سيف الله المسلول ، وعمرو أعظم القادة الفاتحين ، ويكفي شهادة لعكرمة أنه ابن أبي جهل ، وأنه لما ضُرِب ضربة قوية في موقعة اليرموك احتضنه خالد وهو يعاني سكرات الموت ، فقال : يا خالد ، أهذه ميتة تُرضي عني الله ورسوله ؟ حتى الذين ظلُّوا على كفرهم من قوم رسول الله كانوا في صالح الإسلام ، فمثلاً أبو لهب وهو عم رسول الله ، وهو الذي قال له : تباً لك ، ألهذا جمعتنا ، وهو الذي قال عن رسول الله لما مات ولده إنه أبتر يعني مقطوع الذرية ، لأن أولاد البنات يُنسَبون إلى آبائهم ، كما قال الشاعر : @ فَإِنَّمَا أُمَّهَاتُ القَومِ أَوْعِيَةٌ مُسْتَوْدَعَاتٌ وللأَحْسَابِ آبَاءُ @@ ومن العجيب أن أبا لهب قدَّم للإسلام كما قدَّم خالد وعمرو وربما أكثر ، كيف ؟ لأن الله جعله حجة على صِدْق كلام الله ، وعلى صِدْق رسول الله فيما بلَّغ عن ربه ، فلما قال لرسول الله : تباً لك ، ألهذا جمعتنا ؟ ردَّ الله عليه : { تَبَّتْ يَدَآ أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ * مَآ أَغْنَىٰ عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ * سَيَصْلَىٰ نَاراً ذَاتَ لَهَبٍ * وَٱمْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ ٱلْحَطَبِ * فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِّن مَّسَدٍ } [ المسد : 1 - 5 ] . فحكم الله عليه وهو ما يزال في سَعَة الدنيا ، وما يزال مختاراً حراً قادراً على إعلان إيمانه ولو نفاقاً ، ومع ذلك لم يجرؤ أنْ ينطق بكلمة التوحيد ، ولو نطق بها لَكَان له أن يقول : إن القرآن كاذب ، وها أنا أشهد ألا إله إلا الله ، وأنَّ محمداً رسول الله . وهكذا أقام الله من هذا الكافر المعاند دليلاً على صِدْق كلامه ، وصِدْق رسوله . ثم تُختم السورة بقوله تعالى : { إِنَّهُمْ كَانُواْ فِي شَكٍّ مَّرِيبٍ } [ سبأ : 54 ] كانوا في شك من أمر رسول الله ، ونُصْرته عليهم ، وعدم تخلِّي ربه عنه ، مع أنهم كانوا على اتصال بأهل الكتاب ، وأهل الكتاب يقرأون كتبهم على هؤلاء الكفار ويستفتحون بها عليهم ، وقد علموا منها أن عاقبة الصراع بين الرسل وأقوامهم على مَرِّ موكب الرسالة كانت للرسل لأن الله تعالى ما كان ليرسل رسولاً ثم يُسلمه أو يتخلى عنه . وهذه قضية ذُكِرت في الكتب السابقة كما ذُكِرت في القرآن في أكثر من موضع ، وإن كانت الكتب السابقة قد ضاعت أو حُرِّفت فالقرآن هو كتاب الله الباقي الذى تكفَّل الله بحفظه ، فهو يُتلَى كما أُنْزِل إلى يوم القيامة ، وفيه يقول الله تعالى : { إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ فِي ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا } [ غافر : 51 ] . وقال سبحانه : { وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا ٱلْمُرْسَلِينَ * إِنَّهُمْ لَهُمُ ٱلْمَنصُورُونَ * وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ ٱلْغَالِبُونَ } [ الصافات : 171 - 172 ] . لذلك سبق أنْ قلنا : إنْ هُزِم الإسلام في معركة مع غيره فاعلم أن شرط الجندية الإيمانية قد اختلَّ ، ولو نصرهم الله مع اختلال شرط الجندية الإيمانية قد اختلَّ ، ولو نصرهم الله مع اختلال شرط الجندية فيهم ما قامتْ للإسلام قائمة بعدها ، وهذا الدرس تعلمناه في أُحُد ، لما خالف الرماة أمر رسول الله ونزلوا من على الجبل يريدون الغنائم ، مع أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حذَّرهم من هذا ، وقال لهم : لا تتركوا أماكنكم مهما حدث ، فلما تركوا أماكنهم التفَّ عليهم الكفار ، وكادوا يهزمونهم . وإنْ كان التحقيق أن الكفار لم ينتصروا في أُحُد لأن المعركة ماعت ، ولو انتصر المسلمون مع هذه المخالفة لهَانَ عليهم أمر رسول الله بعد ذلك ، ولقالوا : لقد خالفنا أمره في أُحد وانتصرنا ، إذن : نقول : الذي هُزِم في أُحد هو مَنِ انخذل عن جندية الإيمان ، أمَّا الإسلام في حدِّ ذاته فقد انتصر . إذن : كانوا في شكٍّ من الغاية التي ينتهي إليها رسول الله ، والشك هنا في رسول الله لأن لديهم قضية عقدية هي الإيمان بوجود الله ، وأنه سبحانه الخالق لكل شيء ، بدليل قوله تعالى : { وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ ٱللَّهُ } [ الزخرف : 87 ] . والشك يعني عدم الجزم وعدم اليقين ، وبيَّنا ذلك بأن نسَبَ الكلام في الكون ست ، لكل ثلاث منها اتجاه ، فالكلام بداية علَّمَ الله سبحانه آدم الأسماء كلها ليتفاهم بها مع غيره ، فالكلام يقتضي متكلماً ومُخاطباً ، ولا بُدَّ أن يكون المخاطب على علم بمدلول الكلام ، بدليل أن العربي لا يفهم الإنجليزي ، ولا الإنجليزي يفهم العربي ، لا بُدَّ من علم بالتواضع في اللغة ليفهم كل منهما عن الآخر . والكلام المفيد هو الجملة التي يحسُن السكوت عليها ، بأن تعطي معنى مفيداً ، فلو قُلْت مثلاً محمد فهي مفردة من مفردات اللغة لا تعطي معنى إلا بنسبة ، فتقول : محمد كريم ، فأسندتَ الكرم إلى محمد ، وهذا معنى تام ، يحسُن السكوت عليه . وإسناد الكرم لمحمد هو مُعتقد المتكلّم به ، فإنْ كان لهذا الكلام وجود بالفعل بأنْ وُجد شخص اسمه محمد ، وصفته الكرم ، فهذا الكلام المعتقد جازم بالحكم والحكم واقع ، فإنْ كان المتكلم غير جازم بالحكم ، متردداً فيه فهذا شك ، فالشك فيه نسبة متأرجحة بين النفي والإثبات بحيث تتساوى الكفتان ، فإنْ رجحت واحدة فهي ظن ، والأخرى المرجوحة وهم . إذن : كم نسبة للكلام غير المجزوم به ؟ ثلاث : الشك والظن والوهم . أما الكلام المجزوم به فإنْ كان له واقع ، وتستطيع أنْ تدلل عليه فهو علم ، وإنْ لم تستطع أنْ تُدلل عليه فهو تقليد ، وإن جزمتَ به وليس له واقع فهذا جهل ، وهذه الثلاث نِسَب الكلام المجزوم به : علم ، وتقليد ، وجهل . إذن : الكفار جازمون معتقدون في أن الله هو الخالق ، لكنهم شاكُّون في مسألة البلاغ عن الله ، وأنها جاءت على لسان محمد صلى الله عليه وسلم { إِنَّهُمْ كَانُواْ فِي شَكٍّ مَّرِيبٍ } [ سبأ : 54 ] الشك ذاته يُوقِع في الارتياب والقلق .