Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 36, Ayat: 47-47)

Tafsir: Ḫawāṭir Muḥammad Mutawallī aš-Šaʿrawī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

هذا لون آخر من عنادهم وقَلْبهم للحقائق ، فإذا قال لهم الناصح { أَنفِقُواْ مِمَّا رَزَقَكُمُ ٱلله } [ يس : 47 ] يعني : مما استخلفكم فيه لا مما عندكم ، وملَكه لكم يكون الرد { أَنُطْعِمُ مَن لَّوْ يَشَآءُ ٱللَّهُ أَطْعَمَهُ } [ يس : 47 ] هكذا يقلب الكافر حقائق الأمور ويتبجحون بالباطل . { أَنُطْعِمُ مَن لَّوْ يَشَآءُ ٱللَّهُ أَطْعَمَهُ } [ يس : 47 ] يعني : لسنا بخلاء بل نحب أنْ ننفق ، وأن ننفذ مرادات الله في خَلْقه ، والله يريد أن يمنع الرزق عن هؤلاء ، فكيف نرزقهم نحن ، إننا لو أنفقنا عليهم لكنا معاندين مخالفين لمراد الله ، ولو شاء الله لأطعمهم . ولم يقفوا بعنادهم عند هذا الحدِّ ، إنما يتمادَوْنَ فيتهمون المؤمنين بالضلال المبين { إِنْ أَنتُمْ } [ يس : 47 ] يعني : ما أنتم { إِلاَّ فِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ } [ يس : 47 ] سبحان الله ، لماذا ؟ لأنكم تعارضون مراد الله ، وتُطعمون مَنْ حرمه الله وتجيرون عليه . نعم ، الحق سبحانه رب الجميع ، ويرزق الجميع ، ويطعمنا ويسقينا ، لكنه سبحانه يريد أنْ يشهد عطف عباده على عباده لتسير حركتهم في الحياة بلا غِلٍّ ، وبلا حقد ، فالفقير حين ينال من خير الغنيِّ لا يحقد عليه ولا يحسده ، بل يتمنى دوام النعمة عنده ، ثم إن الغِنَى والفقر عَرَض ينتقل ويزول ، والواقع يشهد بذلك .