Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 37, Ayat: 1-4)
Tafsir: Ḫawāṭir Muḥammad Mutawallī aš-Šaʿrawī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
هذا الأسلوب يُسمَّى أسلوب القسم ، الله تعالى هو المقْسِم يُقسِم على { إِنَّ إِلَـٰهَكُمْ لَوَاحِدٌ } [ الصافات : 4 ] وقد أخبر الرسول صلى الله عليه وسلم بمراده تعالى في القسم ، فالله يريد منَّا إنْ أقسمنا أَلاَّ نُقسِم إلا به سبحانه ، لكن بالاستقراء رأينا أنَّ الحق سبحانه يقسم بخَلْق من خَلْقه ، فيُقسِم بالملائكة ، ويُقسِم بالحيوان ، ويُقسِم بالجبال ، ويُقسِم بالفجر … الخ . قالوا : لأن الله تعالى يقسم بما يشاء على مَنْ يشاء ، أمَّا أنت فلا تقسم إلا بالله ، لأن القَسَم تعظيمٌ للمقْسَم به ، وينبغي ألاَّ يكون مُعظّماً عند المؤمن إلا الله ، ولا يصح أنْ تقول وحياة فلان ، ورأس علان فإنْ كنتَ حالفاً فلتحلف بالله ، كما جاء في الحديث الشريف : " مَنْ كان حالفاً فليحلف بالله " . فإذا ظهر ما يكون ظاهره قَسَماً بغير الله ، فاعلم أنه لا يُعَدُّ قَسَماً ، وخصوصاً إنْ جاء من عالم أو يقيني كأنْ يقول : وحياة أبوك يا فلان تعمل كذا وكذا ، هذا ليس قَسَماً ، إنما هو مساءلة . القسَم : أنْ تُقسم على شيء ، حدث أو لم يحدث ، إنما طَلَبُ الشيء يسمى مساءلة ، كذلك يقول الحق تعالى : { … ٱلَّذِي تَسَآءَلُونَ بِهِ وَٱلأَرْحَامَ } [ النساء : 1 ] أي : وبالأرحام في قراءة من جر الأرحام . والحق سبحانه يقسم بما يشاء على مَنْ يشاء ، وأنت لا تقسم إلا بالله لأن الشيء قد يكون تافهاً في نظرك ، ولكنه عند خالقه عظيم ، وله مهمة تغفل أنت عنها ، وحين يحلف الله به إنما يُلفِت نظرك إلى أهميته ودوره ، فمثلاً لما فَتَر الوحي عن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يلتفت الكفار إلى الحكمة من ذلك . والحكمة أن الوحي كان يَثْقُل على رسول الله ، حتى يبلغ منه الجهد ، وحتى أن جبينه ليتفصَّد عرقاً ، وإن نزل الوحي عليه وهو على دابة فإنها تئِنُّ وتنخُّ به ذلك لأن الوحي ثقيل . كما قال سبحانه : { إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلاً ثَقِيلاً } [ المزمل : 5 ] . فجاءت فترة انقطاع الوحي رحمةً برسول الله ، وتسريةً عنه ، وتخفيفاً من معاناته ، ثم ليشتاق هو إلى الوحي يعاوده من جديد ، لم يلتفت الكفار إلى ذلك ، وقالوا : إن رب محمد قَلاَه يعني : تركه وهجره وجفاه ، وواضح ما في هذا القول من تناقض ، فعند الإيمان يُكذِّبون بمحمد ورب محمد ، وعند الجفوة يقولون : إن رب محمد قلاه ، ويعترفون أن له رباً ! ! لذلك أراد الحق سبحانه أنْ يوضح لهم هذه المسألة ، وأنْ يُظهر غباءهم بهذا المقَسَم الذي جاء مناسباً للموقف ، يحمل إشارة لطيفة إلى العلاقة بين المُقْسَم به ، والمقْسَم عليه ، فقال سبحانه : { وَٱلضُّحَىٰ * وَٱللَّيْلِ إِذَا سَجَىٰ * مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَىٰ * وَلَلآخِرَةُ خَيْرٌ لَّكَ مِنَ ٱلأُولَىٰ * وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَىٰ } [ الضحى : 1 - 5 ] . والمعنى : أنك يا محمد أُجهدتَ بالوحي ، وكان لا بُدَّ أنْ تستريح لتشتاق نفسك إليه وتطلبه ، وحين ترتاح سيُخفِّف ذلك من معاناتك في استقباله ، وسوف تذوق حلاوته من جديد ، ويكون عليك أيْسَرَ وأسهل ، وأتى الحق سبحانه بهذا القسم بشيء موجود مُشَاهد ، لا يختلف عليه اثنان . فهم يعرفون { ٱلضُّحَىٰ } [ الضحى : 1 ] حين تشرق الشمس ، وتنير الكون ، ويعرفون { وَٱللَّيْلِ إِذَا سَجَىٰ } [ الضحى : 2 ] يعني : سَكَن وهدأ ، والإشارة هنا في أن الضحى إذا جاء ثم تلاه الليلُ بسكونه ، هل يعني هذا أن الضحى لن يعود مرة أخرى ؟ لا ، بل سيأتي الضحى من جديد بعد أن تكونَ قد ارتحْتَ من تعب النهار والسعي فيه ، واستعدْتَ نشاطك ليوم جديد ، ومعنى { وَلَلآخِرَةُ خَيْرٌ لَّكَ مِنَ ٱلأُولَىٰ } [ الضحى : 4 ] أي : أن عودة الوحي ثانية ستكون أحلى من الأولى ، وأخفّ وأيسر . إذن : الحق سبحانه يقسم بما يشاء من مخلوقاته ، ليُعلمنا أن هذه الأشياء عظيمة عند خالقها ، لكن غفلنا نحن عن وجه العظمة فيها ، ويُقسِم بما يشاء من مخلوقاته لِيُقرِّب لنا بواسطة المعلوم شيئاً مجهولاً . هنا يقول تعالى : { وَٱلصَّافَّاتِ صَفَّا } [ الصافات : 1 ] الواو تسمى واو القسم مثل : التاء والباء . نقول : والله وبالله وتالله ، وقد يُستغنى عن حروف القسم ، ويستدل عليه باللام في جواب القسم ، كما في : { إِنَّكَ لَمِنَ ٱلْمُرْسَلِينَ } [ يس : 3 ] وأنت لا تقسم على الشيء بداية ، وإنما تقسم إنْ أنكر المخاطب لتؤكد له الخبر ، ويأتي القسم والتأكيد على قَدْر الإنكار . فإذا قال الحق سبحانه مثلاً : { لاَ أُقْسِمُ بِيَوْمِ ٱلْقِيَامَةِ } [ القيامة : 1 ] أو : { لاَ أُقْسِمُ بِهَـٰذَا ٱلْبَلَدِ * وَأَنتَ حِلٌّ بِهَـٰذَا ٱلْبَلَدِ * وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ * لَقَدْ خَلَقْنَا ٱلإِنسَانَ فِي كَبَدٍ } [ البلد : 1 - 4 ] وفي : { فَلاَ أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ ٱلنُّجُومِ * وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَّوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ } [ الواقعة : 75 - 76 ] . وفي هذه الآيات . قَسَم بدليل أن له جواباً ، لكن لماذا نَفَاهُ القرآن ، فقال لاَ أُقْسِمُ قالوا : لأن نَفْى القسم هنا أشدُّ من القسم المثبت لأن القَسَم إنما جاء لتأكيد المقسَم عليه ، ومعنى لا أقسم أن هذا أمر واضح لا يحتاج إلى قَسَم ، القَسَم يأتي لتأكيد أمر منكر أو مشكوك فيه ، أمَّا هذا الأمر فواضح بيِّن ، ومع ذلك سأقسم لك . ومعنى { وَٱلصَّافَّاتِ صَفَّا * فَٱلزَّاجِرَاتِ زَجْراً * فَٱلتَّٰلِيَٰتِ ذِكْراً } [ الصافات : 1 - 3 ] قالوا : الصافات صَفَّاً هي الملائكة تُصَفُّ ، والصَّفُّ انسجام مجموعة بحيث لا يشِذّ فيها فرد عن فرد ، فالصَّفُّ لا يعني مجرد الجمع ، إنما الجمع في انسجام وانضباط ، " لذلك النبي صلى الله عليه وسلم كان في استعراض الجنود في المعركة يُسوِّي الصفوف ، فلما رأى رجلاً شَذَّ عن الصف وخرج عنه فشكَّه في بطنه ليستقيم في مكانه من الصَّف ، وكان الرجل محباً لرسول الله ، فقال : أوجعتني يا رسول الله ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " هذه بطني اقتصّ منها " فأقبل الرجل يُقبِّل رسول الله ويقول : والله يا رسول الله لقد أمَّلْتُ أن أستشهد ، فأحببتُ أن يكون آخر عهدي بالحياة أنْ يمسَّ جسدي جسدك الشريف " . والصَّف دليل الانتظام والالتزام والاستعداد لتلقِّي الأوامر ، وهكذا تُصَفُّ الملائكة في انتظار الأوامر ، ليقوم كل منهم بمهمته ودوره . وإذا استعرضتَ مادة ص ف ف في القرآن الكريم تجدها تدور حول هذا المعنى ، ومن ذلك قوله تعالى : { فَأَجْمِعُواْ كَيْدَكُمْ ثُمَّ ٱئْتُواْ صَفّاً } [ طه : 64 ] يعني : مجتمعين مُتحدين ، وقال : { وَجَآءَ رَبُّكَ وَٱلْمَلَكُ صَفّاً صَفّاً } [ الفجر : 22 ] . وقال : { أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى ٱلطَّيْرِ فَوْقَهُمْ صَـٰفَّـٰتٍ وَيَقْبِضْنَ مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلاَّ ٱلرَّحْمَـٰنُ } [ الملك : 19 ] . صحيح ، ترى الطائر في السماء باسطاً أجنحته هكذا لا يحركها ، ومع ذلك لا يقع ، كذلك تراه يقبض أجنحته ، ويظل أيضاً ثابتاً في مكانه ، فما الذي أمسكه لا يقع ؟ أمسكه الرحمن وكأن في إمساك الطير الذي نراه ونشاهده دليلاً على صِدْق الحق في قوله تعالى : { إِنَّ ٱللَّهَ يُمْسِكُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضَ أَن تَزُولاَ وَلَئِن زَالَتَآ إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِّن بَعْدِهِ } [ فاطر : 41 ] . إذن : إمساك الطير نموذج لإمساك السماء ، إلا أن هذا إمساك مؤقت ، وذاك إمساك دائم . ويقول عن الملائكة عموماً : { وَإِنَّا لَنَحْنُ ٱلصَّآفُّونَ } [ الصافات : 165 ] يعني : نقف في انضباط منتظرين الأوامر ، والصف هنا يدل على الانسجام ، وأنه لا يتعالى أحد على أحد ، ويدل على الرهبة ممَّنْ أنت أمامه مصفوفاً . ومن ذلك أيضاً قوله تعالى في نعيم الجنة : { وَنَمَارِقُ مَصْفُوفَةٌ } [ الغاشية : 15 ] . بعض العلماء يرى أن الصافات لها معنى أوسع ، ويراد بها مجال نشر الدعوة والإعلام بها ، والدفاع عنها ، وحماية الاختيار في الإسلام ، وفي القتال ، قال تعالى : { إِنَّ ٱللَّهَ يُحِبُّ ٱلَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفّاً كَأَنَّهُم بُنْيَانٌ مَّرْصُوصٌ } [ الصف : 4 ] معنى { فِي سَبِيلِهِ } [ الصف : 4 ] أي : من أجل الإعلام بدينه والدفاع عنه أمام أعدائه ، فالإعلام بالدين مهمة العلماء ، والدفاع عنه مهمة الجنود في ساحة القتال ، وينبغي أن يكون هؤلاء وهؤلاء صفاً واحداً كأنه البنيان المرصوص لذلك قال تعالى : { فَلَوْلاَ نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَةٍ مِّنْهُمْ طَآئِفَةٌ لِّيَتَفَقَّهُواْ فِي ٱلدِّينِ وَلِيُنذِرُواْ قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوۤاْ إِلَيْهِمْ } [ التوبة : 122 ] . فالعالِم لا يقاتل لأن مهمته حَمْل الدعوة ، والمقاتل يموت في سبيلها ويضحي بحياته من أجلها ، وهذه التضحية هي التي تثبت صِدْق الدعوة لأن الدعوة لو لم تكُنْ صادقة في نفس صاحبها لَمَا ضَحَّى من أجلها ، ثم تضحيته بروحه دليل على ثقته أنه ذاهب إلى خير مما هو فيه . وتعرفون قصة الصحابي الذي سمع كلام رسول الله عن أجر الشهيد ، وكان في فمه تمرة يمضغها ، فقال لرسول الله : أوليس بيني وبين الجنة إلا أنْ أقاتل هؤلاء فيقتلونني ؟ قال : بلى . فألقى التمرة واستبطأ أن يمضغها وأسرع إلى ساحة القتال . إذن : القتال في سبيل الله ، إما باللسان وإما بالسِّنان ، ولابد أنْ يُعلَم أن المقاتل الذي يحمل السيف لا يحمله ليُكرِه غير المؤمن على الإيمان لأنه لا إكراه في الدين ، إنما يحمله ليحمي حريته واختياره هو لهذا الدين ، بدليل أن الإسلام فتح بلاداً كثيرة ، وظلَّتْ على دينها . والصف الواحد ليس فقط للمقاتلين في ساحة القتال ، إنما أيضاً لحاملي الدعوة ، فيجب على هؤلاء العلماء أن يكونوا في دعواهم صفاً واحداً لا يشقه خلاف ، فما كان في كلام الله مُحْكماً التزموا به ، وما كان متشابهاً لا يُكفِّر بعضهم بعضاً بسببه . { فَٱلزَّاجِرَاتِ زَجْراً } [ الصافات : 2 ] قالوا : هذه هي مهمة الملائكة أنْ تزجر الشياطين الذين يسترقون السمع ، كما قال تعالى : { وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْهَا مَقَاعِدَ لِلسَّمْعِ فَمَن يَسْتَمِعِ ٱلآنَ يَجِدْ لَهُ شِهَاباً رَّصَداً } [ الجن : 9 ] . وكانت الشياطين قبل رسالة محمد صلى الله عليه وسلم تصعد في السماء ، وتتسمّع الأخبار ، ويُمكِّنهم الله من بعض الأخبار والأوامر فيسمعونها ويُلْقونها إلى أوليائهم من البشر ، فيزيدون عليها أشياء باطلة ، ويخبرون الناس بها على سبيل أنهم يعلمون الغيب ، فلما كانت بعثة النبي صلى الله عليه وسلم مُنِعوا من استراق السمع ، وسلَّط الله عليهم الشُهُب تنقضّ عليهم فتحرقهم . فإنْ قلتَ : كيف ، ونحن نرى النجوم على كثرتها ، هي هي لا تنقص ، نقول : لأن النجوم منها نجوم في السماء للزينة ، ومنها نجوم للرجم ، بدليل قوله تعالى : { إِنَّا زَيَّنَّا ٱلسَّمَآءَ ٱلدُّنْيَا بِزِينَةٍ ٱلْكَوَاكِبِ * وَحِفْظاً مِّن كُلِّ شَيْطَانٍ مَّارِدٍ * لاَّ يَسَّمَّعُونَ إِلَىٰ ٱلْمَلإِ ٱلأَعْلَىٰ وَيُقْذَفُونَ مِن كُلِّ جَانِبٍ * دُحُوراً وَلَهُمْ عَذابٌ وَاصِبٌ } [ الصافات : 6 - 9 ] . أما { فَٱلتَّٰلِيَٰتِ ذِكْراً } [ الصافات : 3 ] قالوا : هي المُنْزِلات الوحي على الرسل لأنهم يتلُونه عليهم ، بعد أنْ نزلوا به من عند الله . آخرون فهموا { وَٱلصَّافَّاتِ } [ الصافات : 1 ] على معنى آخر يتفرع عنه معَان أخرى للزاجرات زجراً والتاليات ذكراً ، قالوا : معنى { وَٱلصَّافَّاتِ } [ الصافات : 1 ] أي : المؤمنين يُصَفُّون للصلاة ، لأنها عماد الدين ورمز للاجتماع والوحدة ، ومن تمامها أن تكون في صفوف مستوية . لذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم : " سَوُّوا صفوفكم ، فإنَّ تسوية الصفوف من إقامة الصلاة " وقال : " إن الله لا ينظر إلى الصّف الأعوج " والصفوف في الصلاة دليل على الانضباط ، وأنه لا يشذ أحد عن الآخر ، ودليل على الخضوع والوقوف في أدب بين يدي الله . إذن : فكما تُصَفُّ الملائكة تُصَفُّون أنتم ، ولكلٍّ صلاته وعبادته . فإذا ما سَويْنَا الصفوف واستقمنا فيها لله تعالى ندخل في الصلاة ونقول : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ، وهذا زَجْر للشيطان لذلك قال : { وَٱلصَّافَّاتِ صَفَّا * فَٱلزَّاجِرَاتِ زَجْراً } [ الصافات : 1 - 2 ] ومعنى { فَٱلتَّٰلِيَٰتِ ذِكْراً } [ الصافات : 3 ] أي : ما نتلوه بعد ذلك من كلام الله : { ٱلْحَمْدُ للَّهِ رَبِّ ٱلْعَالَمِينَ * ٱلرَّحْمـٰنِ ٱلرَّحِيمِ * مَـٰلِكِ يَوْمِ ٱلدِّينِ } [ الفاتحة : 2 - 4 ] . هذا هو القَسَم ، فما المُقسَم عليه ؟ المقْسَم عليه قوله سبحانه : { إِنَّ إِلَـٰهَكُمْ لَوَاحِدٌ } [ الصافات : 4 ] وهذه العبارة مع أنها جواب لقسم ، إلا أن الله تعالى أكَّدها أولاً بـ إن ثم أكَّدهَا باللام في لَوَاحِدٌ ، وذلك لأنها تمثل أساس الدين وجوهر العقيدة ، فالإله الحق واحد هو المهيمن على هذا كله ، وقلنا : إن واحد غير أحد : واحد يعني ليس له ثَانٍ مثله ، أما أحد فيعني أنه غير مركب من أجزاء في تكوينه ، فهو سبحانه في ذاته أحد .