Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 37, Ayat: 54-57)

Tafsir: Ḫawāṭir Muḥammad Mutawallī aš-Šaʿrawī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

القرآن يُصوِّر لك هذا الموقف كأنك تراه ، ويحكيه كأنك تسمعه ، فبينما أهل الجنة مشغولون في تساؤلهم عن أهل الضلالِ ممَّنْ كانوا يعرفونهم في الدنيا ، إذ نظر أحدهم فاطلع على أهل النار ، فرأى صاحبه الذي حاول أنْ يُضِلَّه ، صاحبه المكذِّب بالبعث وبالحساب . فقال لجلسائه : انظروا هذا فلان في النار . { فَٱطَّلَعَ فَرَآهُ فِي سَوَآءِ ٱلْجَحِيمِ } [ الصافات : 55 ] أي : في وسطها ، فلا أملَ له في النجاة منها ، عندها تذكَّر المؤمنُ نعمةَ الله التي شملتْه وأنقذتْه من هاوية الضلال ، التي كاد أنْ يُوقِعه فيها صاحبه ، فقال مخاطباً هذا القرين : { تَٱللَّهِ إِن كِدتَّ لَتُرْدِينِ } [ الصافات : 56 ] أي : تُهلكني معك { وَلَوْلاَ نِعْمَةُ رَبِّي … } [ الصافات : 57 ] أي : تداركَتْني وأنقذتني { لَكُنتُ مِنَ ٱلْمُحْضَرِينَ } [ الصافات : 57 ] أي : الذين تحضرهم الملائكة للعذاب ، وهنا تزداد فرحة المؤمنين بإيمانهم ، ويزداد شكرهم لله واعترافهم بفضله ، ولا يُنغِّص عليهم هذه الفرحةَ إلا الخوفُ من الموت وفوات هذا النعيم ، فيقولون : { أَفَمَا نَحْنُ بِمَيِّتِينَ * إِلاَّ مَوْتَتَنَا ٱلأُولَىٰ وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ … } .