Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 38, Ayat: 43-43)

Tafsir: Ḫawāṭir Muḥammad Mutawallī aš-Šaʿrawī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { وَوَهَبْنَا لَهُ أَهْلَهُ … } [ ص : 43 ] يبدو أن بعض أهله بعدوا عنه لما أصابه المرض ، فلما شفاه الله وعاد إلى حال السلامة عادوا إليه { وَمِثْلَهُمْ مَّعَهُمْ … } [ ص : 43 ] يعني : وهبنا له مثل أهله أي : من الذرية والأتباع { رَحْمَةً مِّنَّا وَذِكْرَىٰ لأُوْلِي ٱلأَلْبَابِ } [ ص : 43 ] الذكرى هي الخاطر الذي يمرُّ بك ليصرفك إلى متعلق الذِّكْرى لأنك بصدد ما يبعدك عن سبب الذكرى . ومضمون الذكرى هنا أنه لما صبر جاءه الفرج من الله ، فعاد جسمه مُعَافاً سليماً بعد أنْ برئ من المرض ومن أسبابه ، ثم عاد إليه أهله بزيادة مثلهم عليهم رفقاً بعواطفه . وهذا هو المراد بالرحمة في قوله { رَحْمَةً مِّنَّا … } [ ص : 43 ] ، فهذه عطاءات متعددة جاءت ثمرة ونتيجة لصبره عليه السلام ورضائه بما قضى الله به . إذن الذكرى التي نذكرها في هذه القصة أن الإنسان حين ينزل به الكرب يلجأ إلى الله ، ويفزع إليه في كربه { أَمَّن يُجِيبُ ٱلْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ ٱلسُّوۤءَ … } [ النمل : 62 ] . والله يحب من عبده هذا اللجوء لذلك يبتليه ، وقد ورد أن الملائكة تقول : يا ربّ عبدُكَ ضَجَّ من الدعاء لك ، ولم تُجِبْه ، فقال سبحانه : إن من عبادي مَنْ أحب دعاءهم ، فأنا أبتليهم لأسمع أصواتهم .