Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 4, Ayat: 10-10)
Tafsir: Ḫawāṭir Muḥammad Mutawallī aš-Šaʿrawī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
لماذا يركز القرآن على هذه الجزئية ؟ لأن الله يريد من خلقه أن يستقبلوا قدر الله فيمن يحبون وفيمَنْ يحتاجون إليهم برضا ، فإذا كان الطفل صغيراً ويرى أباه يسعى في شأنه ويقدم له كل جميل في الحياة وبعد ذلك يموت ، فإن كان هذا الصغير قد رأى واحداً مات أبوه وكفله المجتمع الإيماني الذي يعيش في كفالة عوضته عن أب واحد بآباء إيمانيين متعددين ، فإذا مات والد هذا الطفل فإنه يستقبل قدر الله وخطبه بدون فزع . فالذي يجعل الناس تستقبل الخطوب بالفزع والجزع والهلع أنهم يرون أن الطفل إذا ما مات أبوه وصار يتيماً فإنه يضيع ، ويقول الطفل لنفسه : إن إبي عندما يموت سأصير مضيعاً . لكن لو أن المجتمع حمى حق اليتيم وصار كل مؤمن أباً لليتيم وكل مؤمنة أماً لليتيم لاختلف الأمر ، فإذا ما نزل قضاء الله في أبيه فإنه يستقبل القضاء برضا وتسليم . { إِنَّ ٱلَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ ٱلْيَتَامَىٰ ظُلْماً إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَاراً وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرا } [ النساء : 10 ] . إنّ كل العملية السلبية والنهبية أهم ما فيها هو الأكل لأن الأكل هو المتكرر عند الناس ، وهو يختلف عن اللباس ، فكل فصل يحتاج الإنسان إلى ملابس تناسبه ، لكن الأكل عملية يومية لذلك فأي نهب يكون من أجل الأكل . ولذلك نقول في أمثالنا العامية عن النهاب : " فلان بطنه واسعة " إنها مسألة الأكل . وقد أوضح الحق هذا الأمر لأكل مال اليتيم : أنت تحشو في بطنك ناراً . ويعني ذلك أنه يأكل في بطنه ما يؤدي إلى النار في الآخرة . وهذا قد يحدث عقاباً في الدنيا فيصاب آكل مال اليتيم في بطنه بأمراض تحرق أحشاءه ، ويوم القيامة يرى المؤمنون هؤلاء القوم الذين أكلوا مال اليتيم ، وعليهم سمات أكل مال اليتيم : فالدخان يخرج من أفواههم . وإياك أن تفهم أن البطون هي التي ستكون ممتلئة بالنار فقط ، وإلا يكون هناك نار أمام العيون . بل سيكون في البطون نار وسيصلون سعيراً . ويقول الحق سبحانه وتعالى : { يُوصِيكُمُ ٱللَّهُ فِيۤ أَوْلاَدِكُمْ … } .