Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 4, Ayat: 30-30)
Tafsir: Ḫawāṭir Muḥammad Mutawallī aš-Šaʿrawī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ ذٰلِكَ … } [ النساء : 30 ] : " ذا " وحدها للإشارة ، و " الكاف " للخطاب ، والخطاب إذا أُفرد ، فالمراد به خطاب الله لرسوله ، والمؤمنون في طي ذلك الخطاب . ومرة يقول : " ذلكم " أي أنه يخاطبنا نحن ، مثل { ذٰلِكُمْ أَزْكَىٰ لَكُمْ … } [ البقرة : 232 ] . وذلك إشارة لما تقدم مباشرة في الآية الخاصة بقتل النفس ، وكذلك ما قبلها وهو أكل الأموال . والبعض يأخذها لكل ما تقدم من أول قوله : { وَلاَ تَنكِحُواْ مَا نَكَحَ آبَاؤُكُمْ مِّنَ ٱلنِّسَآءِ إِلاَّ مَا قَدْ سَلَفَ … } [ النساء : 22 ] ، والبعض الآخر يأخذها من أول الأوامر والنواهي من أول السورة إلى هنا ، وكلها تصح . { وَمَن يَفْعَلْ ذٰلِكَ عُدْوَاناً وَظُلْماً … } [ النساء : 30 ] . والعدوان هو التعدي ، والتعدي قد يكون ظلماً وقد يكون نسياناً . ومَنْ يتعدى بالظلم يكون عارفاً ويأخذ حق غيره ، أما التعدي بالنسيان فيقتضي أن يراجع الإنسان سلوكه ، لماذا ؟ لأن العاقبة مريرة . وقوله تعالى : { وَمَن يَفْعَلْ ذٰلِكَ عُدْوَاناً وَظُلْماً فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَاراً … } [ النساء : 30 ] والفعل إذا أسند لفاعله أخذ قوته من فاعله . فعندما يقول لك أحد : إن عملت هذه فابني الصغير سيصفعك صفعة ، وهو قول يختلف عن التهديد بأن يضربك شاب قوي ، لماذا ؟ لأن قوة الحدث نأخذها من فاعل الحدث ، مَنْ الذي يُصْلي المعتدي النار ؟ إنه الله ، وسبحانه سيجعله يصطلي بها . ويقول الحق : { وَكَانَ ذٰلِكَ عَلَى ٱللَّهِ يَسِيراً } [ النساء : 30 ] لأن فعل الله ليس عن معالجة بل ينفذ فوراً . ونعلم أن فعل المعالجة هو كل فعل يحتاج لوقت ، فهناك عمل يحتاج لساعة وكل دقيقة من هذه الساعة تأخذ جزئية من العمل ، وعندما تقسم العمل لستين جزئية ، ينتهي العمل في ساعة ، وإن كان العمل ينتهي في عشرة أيام تقول له : أسقط أوقات الراحة وعدم مزاولة العمل ، وقسم العمل على الباقي من الوقت . هذا هو ما يسمى علاجاً لأن ذلك من عمل الإنسان ، لكن عمل الله يختلف ، فالحق يقول للشيء : { كُن فَيَكُونُ } [ يس : 82 ] إذن فكل فعل على الله يسير ما دامت المسألة : { كُن فَيَكُونُ } [ يس : 82 ] قال سبحانه : { مَّا خَلْقُكُمْ وَلاَ بَعْثُكُمْ إِلاَّ كَنَفْسٍ وَاحِدَةٍ … } [ لقمان : 28 ] . وسبحانه يوضح : أنا لا أُوجِد كل واحد مثلما خلقت آدم وأشكله وأخلقه ثم أبعثه ، لا ، بل كل الخلق كنفس واحدة . ويقول الحق من بعد ذلك : { إِن تَجْتَنِبُواْ كَبَآئِرَ مَا تُنْهَوْنَ … } .