Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 4, Ayat: 7-7)

Tafsir: Ḫawāṭir Muḥammad Mutawallī aš-Šaʿrawī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

ومَنْ الذي يفرض هذا النصيب ؟ إنه الله الذي ملك وهو الذي فرض . هنا نلاحظ أن المرحوم الشهيد صاحب الظلال الوارفة الشيخ سيد قطب لحظ ملحظاً جميلاً هو : كيف يكون للمتوفي أولاد أو نساء محسوبون عليه ولا يأخذون ؟ إن الصغار كانوا أولى أن يأخذوا لأن الكبار قد اشتدت أعوادهم وسواعدهم ، فالصغار أولى بالرعاية ، وأيضاً إذا كانت قوانين " مندل " في الوراثة توضح أن الأولاد يرثون من أمهاتهم وآبائهم وأجدادهم الخصال الحسنة أو السيئة ، أو المرض أو العفة أو الخلقة ، فلماذا لا تورثونهم أيضاً في الأموال ؟ وحين نسمع قول الحق : { نَصِيباً مَّفْرُوضاً } [ النساء : 7 ] فلابد من أن يوجد فارض ، ويوجد مفروض عليه ، والفارض هنا هو الله الذي ملك ، وفيه فرق دقيق بين " فرض " و " أوجب " فالفرض يكون قادماً من أعلى ، لكن الواجب قد يكون من الإنسان نفسه ، فالإنسان قد يوجب على نفسه شيئاً . وحين يتكلم الحق عن النصيب المفروض ، فقد بين أن له قدراً معلوماً ، وما دام للنصيب قدر معلوم ، فلا بد أن يتم إيضاحه ، ولم يبين الحق ذلك إلا بعد أن يُدخل في العملية أناساً قد لا يورثهم ، وهم ممَّنْ حول الميت ممَّنْ ليسوا بوارثين ، ويوضح سبحانه الدعوة إلى إعطاء مَنْ لا نصيب له ، إياكم أن يلهيكم هذا النصيب المفروض عمَّنْ لا نصيب له في التركة . لذلك يقول سبحانه وتعالى : { وَإِذَا حَضَرَ ٱلْقِسْمَةَ أُوْلُواْ … } .