Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 41, Ayat: 24-24)

Tafsir: Ḫawāṭir Muḥammad Mutawallī aš-Šaʿrawī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

أي : فإنْ يصبروا على ما هم عليه ويصروا على الكفران والجدل مع الرسل ، ماذا يحدث { فَٱلنَّارُ مَثْوًى لَّهُمْ وَإِن يَسْتَعْتِبُواْ فَمَا هُم مِّنَ ٱلْمُعْتَبِينَ } [ فصلت : 24 ] أمر من اثنين . الإنسان حين يخالف أوامر خالقه ويأتيه رسول يقول له ، لا تفعل فإنْ كفّ فهو خير له ، وإنْ أصرَّ وتمادى فالنار مثوىً له . ومعنى { يَسْتَعْتِبُواْ فَمَا هُم مِّنَ ٱلْمُعْتَبِينَ } [ فصلت : 24 ] يستعتبوا يطلبون العتبى . يقال : عتب فلان على فلان . يعني : لامه على أمر ما كان يصح أنْ يكون منه ، يقول : مثلاً أنا مرضتُ فلم تزرني ، هذا عتاب ، فيقول : معذرة فقد كنت مشغولاً بكذا وكذا فساعة يُبيِّن له العذر فقد أعتبه يعني أزال عتبه ، وهذا لا يكون لهم في الآخرة فإن طلبوا العتاب لم يعتبوا . لذلك جاء في حديث الرسول صلى الله عليه وسلم وهو عائد من الطائف بعد أن آذاه قومها ، قال فيما قال صلى الله عليه وسلم وهو يناجي ربه : " لك العُتْبى حتى ترضى " يعني : إنْ كان بدر مني شيء يغضبك فأنا أزيله وأعترف أنني ضعيف أطلب قبول العتاب . لذلك قال الشاعر : @ أمَّا العتَابُ فَبالأحبّةِ أَخْلَقُ والحُبُّ يصْلُح بالعتَابِ ويصْدُقُ @@ إذن : أنت لا تعاتب إلا إذا كنتَ محباً لمن تعاتبه ، حريصاً على علاقتك به . نقول : عتبت عليه فأعتبني يعني : أزال عَتْبي ، أما هؤلاء في الآخرة فلن يقبل اللهُ منهم عتاباً ولن يزيل عتبهم ، والهمزة في أعتب تسمَّى همزة الإزالة ، والإزالة تكون بالهمزة أو بالتضعيف تقول : مرَّضتُ فلاناً يعني : أزلتُ مرضه . وقشرتُ الفاكهة يعني : أزلتُ قشرتها .