Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 43, Ayat: 22-22)
Tafsir: Ḫawāṭir Muḥammad Mutawallī aš-Šaʿrawī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
إذن : القضية قضية تقليد أعمى دون تفكير أو تأويل ، فقالوا { إِنَّا وَجَدْنَآ ءَابَآءَنَا عَلَىٰ أُمَّةٍ } [ الزخرف : 22 ] يعني : على دين أو على ملَّة أو طريقة مقصودة من الفعل أمَّ يعني : قصد { وَإِنَّا عَلَىٰ ءَاثَارِهِم } [ الزخرف : 22 ] على طريقتهم { مُّهْتَدُونَ } [ الزخرف : 22 ] يعني : هذه الطريقة هي التي تدلنا وتهدينا . والقرآن الكريم تناول هذه القضية بتفصيل في مواضع أخرى ، ففي آية قال سبحانه : { وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ ٱتَّبِعُوا مَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ قَالُواْ بَلْ نَتَّبِعُ مَآ أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَآءَنَآ أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ شَيْئاً وَلاَ يَهْتَدُونَ } [ البقرة : 170 ] . وفي آية أخرى قال سبحانه : { وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْاْ إِلَىٰ مَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ وَإِلَى ٱلرَّسُولِ قَالُواْ حَسْبُنَا مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَآ أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ شَيْئاً وَلاَ يَهْتَدُونَ } [ المائدة : 104 ] . وتأمل دقة الأداء القرآني في هاتين الآيتين ، وكيف خُتمت كل آية بما يناسبها ، أولاً تجد أن المعنى العام للآيتين واحد ، لكنهم في الأولى قالوا : { بَلْ نَتَّبِعُ مَآ أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَآءَنَآ } [ البقرة : 170 ] وفي الأخرى قالوا : { حَسْبُنَا مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَآ } [ المائدة : 104 ] . فاستخدموا أسلوب القصر والحصر ، وقصروا عبادتهم على ما وجدوا عليه الآباء ، فالإعراض في هذه أقوى من الأولى ، لذلك جاء ذيل الآية بما يناسب إعراضهم . ففي الأولى قال تعالى رداً عليهم بهذا الاستفهام التعجبي { أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ شَيْئاً وَلاَ يَهْتَدُونَ } [ البقرة : 170 ] وقال في الأخرى : { أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ شَيْئاً وَلاَ يَهْتَدُونَ } [ المائدة : 104 ] فما الفرق بين { لاَ يَعْقِلُونَ } [ البقرة : 170 ] و { لاَ يَعْلَمُونَ } [ المائدة : 104 ] ؟ يعقلون يعني : هو الذي يستنبط المسائل بنفسه وبعقله ، أمَّا يعلمون . أي : لا يقدر على الاستنباط إنما يعلم من استنباط غيره .