Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 43, Ayat: 36-36)
Tafsir: Ḫawāṭir Muḥammad Mutawallī aš-Šaʿrawī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
معنى : { يَعْشُ عَن ذِكْرِ ٱلرَّحْمَـٰنِ } [ الزخرف : 36 ] يعني : يُعرض عنه أو يتعامى ويغفل عنه ، ولأنه غفل عن شيء هام لا ينبغي أن يغفل عنه أو يعرض يعاقبه الله { نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَاناً } [ الزخرف : 36 ] نعد له شيطاناً ونهيء له شيطاناً { فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ } [ الزخرف : 36 ] يعني : ملازم له يضله ويوسوس له . قلنا : لأن الحق سبحانه الغني عن خَلْقه ، وهو ربّ المؤمن وربّ الكافر ، لذلك يُعين كلاً على ما يريد ، فمَنْ أراد الهداية أعانه عليها وزاده منها ، ومَنْ أراد الكفر ختم على قلبه بحيث لا يدخله إيمان ولا يخرج منه الكفر ، لذلك أتَى هنا بصفة الرحمن . لذلك أكثر ما يجيء الشيطان للإنسان وقت الصلاة ليفسد عليه علاقته بربه ، قلنا : إنه يأتي المسجد ولا يأتي الخمارة ، لذلك قال كما حكى عنه القرآن : { لأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ ٱلْمُسْتَقِيمَ } [ الأعراف : 16 ] . ذكرنا قصة الرجل الذي وضع مالاً في مكان ما ، ثم نسيه ، فقال له صديقه : اذهب إلى أبي حنيفة فعنده مَخْرج لكل المسائل ، لأنني ذهبتُ إليه استفتيتُه في طلاق زوجتي لأنني قلت لها وهي على السُّلم : أنت طالق إنْ نزلتِ ، وطالق إنْ صعدت ، فقال له أبو حنيفة : قُلْ لها تُلقي بنفسها من على السُّلم . المهم ذهب صاحبنا إلى أبي حنيفة وقال له : لقد وضعتُ مالاً في مكان كذا ، ونسيتُ موضعه ، فماذا أفعل ؟ قال أبو حنيفة : ليس في هذا علم ، لكنّي سأحتال لك : إذا جاء الليل اذهب وصَلِّ لله ركعتين لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا حزبه أمر يُهرع إلى الصلاة . وفعلاً ذهب الرجل ، وهو في صلاته جاءه الشيطان يُوسوس إليه بمكان المال حتى ذكَّره به ، وفي الصباح قابل الرجلُ أبا حنيفة وقصَّ عليه ما حدث ، فضحك أبو حنيفة وقال : والله لقد علمتُ أنه لنْ يدعم تُتم ليلتك مع ربك ، فهلا أتممتها شُكراً لله ؟ قال : سأفعل إن شاء الله .