Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 43, Ayat: 39-39)

Tafsir: Ḫawāṭir Muḥammad Mutawallī aš-Šaʿrawī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

لأن هذه بلوى عامة تشمل الجميع ، فالبلوى حينما تصيب رجلاً واحداً من بين الناس يعز عليه ذلك ، ويشق عليه أن يحزن والآخرون سعداء ، لكن لمَّا تعمُّ البلوى تهون ويخفّ وَطْؤها على الجماعة لمشاعر المشاركة ، حتى ولو كانت المشاركة في الحزن . وهذا المعنى عبَّرتْ عنه الخنساء في رثائها لأخيها صخر حين قالت : @ وَلَوْلاَ كَثْرَةُ البَاكِينَ حَوْلي عَلَى إخْوانِهمْ لَقتلْتُ نَفْسي وَمَا يَبْكُونَ مِثْلَ أَخِي ولَكِنْ أُعَزِّي النَّفْسَ عَنْهُ بِالتَّأسِّي @@ وقال آخر : @ وَهوَّنَ فجَعاتِ المصَائِب أنَّني وَإنْ هَصَرَتْنِي لَسْتُ في مُرِّهَا وَحْدِي @@ نعم ، إذا عمَّتْ المصائب هانتْ ، لكن هذا في مصائب الدنيا ، أما مصيبة الآخرة فلا تهون ولا تُخفَّف { وَلَن يَنفَعَكُمُ ٱلْيَوْمَ } [ الزخرف : 39 ] أي : يوم القيامة { إِذ ظَّلَمْتُمْ أَنَّكُمْ فِي ٱلْعَذَابِ مُشْتَرِكُونَ } [ الزخرف : 39 ] .