Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 45, Ayat: 32-32)

Tafsir: Ḫawāṭir Muḥammad Mutawallī aš-Šaʿrawī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

هؤلاء نوع آخر من المكذّبين بالبعث ، فالنوع الأول متيقن ومُصدِّق أنه لا يوجد بعْث ولا حساب ، وهؤلاء لم يصلوا إلى مرحلة اليقين ، إنما هم يظنون أن هناك بعثاً ، والظن أنْ ترجح شيئاً على شيء . وسبق أن أوضحنا : أن النِّسَب خمسة : علم ، وجهل ، وشَكٌّ ، وظنٌّ ، ووهم . الظن أنْ تغلب الشيء الذي تظنه . والوهم : أن تغلب الباطل . فهناك شيء أنت تجزم به ، وشيء لا تجزم به ، وما تجزم به وتُدلِّل عليه هو علم يقين ، أما ما لا تستطيع التدليل عليه فليس علم يقين ، بل تقليد ، كأن يقول الطفل : { قُلْ هُوَ ٱللَّهُ أَحَدٌ } [ الإخلاص : 1 ] . وهذا حق ، لكن الطفل لا يستطيع أن يدلل عليه أو أن يقال شيء ومن يقوله جازم به وهو غير واقع ، فذلك هو الجهل . والعلم هو القضية المجزوم بها ، وهى واقعة وعليها دليل على عكس الجهل الذي هو قضية مجزوم بها وليس عليها دليل . والظن هو تساوي نسبتين في الإيجاب والسلب ، بحيث لا تستطيع أن تجزم بأي منهما ، لأنه إن رجحت كفة كانت قضية مرجوحة ، والقضية المرجوحة هي شك أو ظن أو وهم ، فالظن هو ترجيح النِّسب على بعضها ، والشك هو تساوي الكفتين .