Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 47, Ayat: 7-7)

Tafsir: Ḫawāṭir Muḥammad Mutawallī aš-Šaʿrawī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

هذه قضية معاركية قتالية بالنسبة للمسلمين ، وهي قضية واقعة ومبدأ لا يتخلف ، وسنة من سنن الله لا تتبدلّ ما دام شرط الجندية قائماً لله ولنصرة دين الله . لذلك قلنا : إذا رأيتَ انهزام المسلمين في معركة فاعلم أنهم لم يحققوا شرط الجندية لله ، وابحث فيهم هم عن سبب الهزيمة ، لأن سنة الله في نصرة الفئة المؤمنة سنة ثابتة . قال تعالى : { وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا ٱلْمُرْسَلِينَ * إِنَّهُمْ لَهُمُ ٱلْمَنصُورُونَ * وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ ٱلْغَالِبُونَ } [ الصافات : 171 - 173 ] لذلك رأينا ما حدث في غزوة أحد عندما خالف الرماة أوامر رسول الله صلى الله عليه وسلم وخرجوا عن شرط الجندية . كذلك الحال يوم حنين الذي قال الله فيه : { وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنكُمْ شَيْئاً وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ ٱلأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُم مُّدْبِرِينَ } [ التوبة : 25 ] . حتى إن الصِّديق نفسه لم يسلْمَ من مشاعر الإعجاب بالعدو ، فقال : لن نُهزم اليوم عن قلة ، لما داخلهم الغرور بالعدد والإعجاب بالكثرة حَلَّتْ بهم الهزيمة في أول الأمر . لكن تداركتهم رحمة الله ، فانتصروا في نهاية المعركة ، وكأنه كان تأديباً من الله لعباده المؤمنين ودرساً عملياً حتى يدخلوا الحرب ، وليس في بالهم إلا الله ، ونُصْرة دين الله . وقوله : { وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ } [ محمد : 7 ] تثبيت الأقدام كنايةٌ عن الثبات في المعركة ، وكناية عن القوة ، لأن الأقدام هي أداة الفرار من الحرب ، فإذا ثبَّتها الله ثبتت ولم تفر ، لذلك أمانة القدم ألاّ تفرَّ يوم الزحف .