Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 5, Ayat: 46-46)
Tafsir: Ḫawāṭir Muḥammad Mutawallī aš-Šaʿrawī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
وقفينا أي أتبعنا ، فعيسى جاء من بعد موسى ، فعندما يمشي رجل خلف رجل نجد أن قفا الأول يكون في وجه الثاني . وعندما يقول الحق : { وَقَفَّيْنَا عَلَىٰ آثَارِهِم بِعَيسَى ٱبْنِ مَرْيَمَ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ } أي مصدقاً لموسى الذي جاء بالتوراة . { وَآتَيْنَاهُ ٱلإِنجِيلَ فِيهِ هُدًى وَنُورٌ } . وعرفنا أن " الهدى والنور " يناسبان البيئة التي نزلت إليها تلك الهداية وذلك النور . إن هناك مقولات اسمها " المقولات الإضافية " ، كأن يقول إنسان في قرية لابنه : أشعل الضوء . ويشعل الولد المصباح الكيروسيني أما إذا قال إنسان في مدينة لابنه : أضىء النور ، فالابن يضغط على الزر ليضيء المصباح الكهربائي . وهذه الإضافات قد تجعل اللفظ يحمل معنيين . ومثال آخر أكثر وضوحاً : يسكن الإنسان في منزل ما ، ويعرف أن السقف عال بالنسبة له ، ولكنه أرض بالنسبة لأصحاب الدور الثاني ، إنه علو وسفل وهذا هو المعنى الإضافي . وكذلك عندما نقول : فلان ابن فلان فهذا لا يمنع أن هذا الابن يكون أباً بالنسبة لابنه . إذن { هُدًى وَنُورٌ } هي معان إضافية . وكل " هدى ونور " يناسب البيئة التي نزل فيها . فالبيئة المادية الأولى كانت في حاجة إلى تقنين لذلك جاءت التوراة ، ومن بعد ذلك صارت هذه البيئة المادية في حاجة إلى طاقة روحية لذلك جاء الإنجيل بكل الروحانيات ، وعندما سئل عيسى ابن مريم عليه السلام في قضية الميراث قال : أنا لم أرسل مورِّثاً ، فهو يعلم أنه جاء بشحنة روحية فيها مواجيد ومواعظ . ويتابع الحق من بعد ذلك : { وَلْيَحْكُمْ أَهْلُ ٱلإِنْجِيلِ … } .