Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 51, Ayat: 28-30)

Tafsir: Ḫawāṭir Muḥammad Mutawallī aš-Šaʿrawī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

لما بدت على إبراهيم علامات الخوف بادرته الملائكة تُطمئنه { لاَ تَخَفْ … } [ الذاريات : 28 ] ثم بشَّروه بغلام عليم هو سيدنا إسحاق ، ووصفه بأنه عليم يعني يبلغ في العلم مبلغاً ، لكن كيف ذلك وسيدنا إبراهيم رجلٌ عجوز وامرأته سارة عقيم لا تلد . { فَأَقْبَلَتِ ٱمْرَأَتُهُ فِي صَرَّةٍ … } [ الذاريات : 29 ] في ضجة وصيحة شديدة { فَصَكَّتْ وَجْهَهَا … } [ الذاريات : 29 ] لطمتْه مُتعجبة من هذه البشرى { وَقَالَتْ عَجُوزٌ عَقِيمٌ } [ الذاريات : 29 ] يعني : كيف ألد وأنا عجوز عقيم . إذن : قاستْ المسألة بمقياس الأسباب البشرية ، فالأسباب البشرية تقول أنها مستحيل أنْ تلد ، لكن لله تعالى مقياساً آخر ، ولقدرة الله كلام آخر نطقتْ به ملائكة الله . { قَالُواْ كَذَلِكِ قَالَ رَبُّكِ إِنَّهُ هُوَ ٱلْحَكِيمُ ٱلْعَلِيمُ } [ الذاريات : 30 ] كلمة { كَذَلِكِ قَالَ رَبُّكِ … } [ الذاريات : 30 ] يعني : ما دام قد قال سبحانه فهو أمر واقع لا شكَّ فيه ، لأن قدرة الله فوق الأسباب . وهذا التعجب من السيدة سارة لما بُشِّرتْ بإسحاق ، رأيناه من السيدة مريم لما بُشِّرت بعيسى عليه السلام { قَالَتْ رَبِّ أَنَّىٰ يَكُونُ لِي وَلَدٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ قَالَ كَذَلِكَ ٱللَّهُ يَخْلُقُ مَا يَشَآءُ … } [ آل عمران : 47 ] . وقوله تعالى : { إِنَّهُ هُوَ ٱلْحَكِيمُ ٱلْعَلِيمُ } [ الذاريات : 30 ] الحكيم الذي يضع الشيء في موضعه ، والعليم هو الذي يحيط علمه بكل شيء ، ويعلم أنه إذا أمر بشيء أطاعه ولم يمتنع عليه .