Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 52, Ayat: 38-39)
Tafsir: Ḫawāṭir Muḥammad Mutawallī aš-Šaʿrawī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يقول لهم : أعندكم { سُلَّمٌ … } [ الطور : 38 ] أي : مَرْقى ومصعد تصعدون به إلى السماء فتأتون بمثل ما أتى به محمد ، إذن : هذا قرار منك بأن السماء فيها شيء ، لكن ينقصكم السُّلم تصعدون به ، والذي ليس عنده سلم أتاه الوحي من السماء إلى عنده . { فَلْيَأْتِ مُسْتَمِعُهُم بِسُلْطَانٍ مُّبِينٍ } [ الطور : 38 ] أي : إنْ كان عندهم مستمع فليأتِ بحجة واضحة يغلب بها محمداً . وقوله سبحانه : { أَمْ لَهُ ٱلْبَنَاتُ وَلَكُمُ ٱلْبَنُونَ } [ الطور : 39 ] الآية تُسفِّه أحلام القوم في مسألة البنات ، فقد كانوا يحتقرون الإناث ويفضلون الذكور . وقد سجَّل القرآن عليهم ذلك في قوله تعالى : { وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِٱلأُنْثَىٰ ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدّاً وَهُوَ كَظِيمٌ * يَتَوَارَىٰ مِنَ ٱلْقَوْمِ مِن سُوۤءِ مَا بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلَىٰ هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي ٱلتُّرَابِ … } [ النحل : 58 - 59 ] . وذكر وأدهم للبنات فقال : { وَإِذَا ٱلْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ * بِأَىِّ ذَنبٍ قُتِلَتْ } [ التكوير : 8 - 9 ] ثم نسبوا لله الأدنى ولأنفسهم الأعلى ، قال تعالى { وَجَعَلُواْ ٱلْمَلاَئِكَةَ ٱلَّذِينَ هُمْ عِبَادُ ٱلرَّحْمَـٰنِ إِنَاثاً أَشَهِدُواْ خَلْقَهُمْ سَتُكْتَبُ شَهَادَتُهُمْ وَيُسْأَلُونَ } [ الزخرف : 19 ] . وفي موضع آخر يبين الحق سبحانه تعديهم في هذه المسألة فيقول : { أَلَكُمُ ٱلذَّكَرُ وَلَهُ ٱلأُنْثَىٰ * تِلْكَ إِذاً قِسْمَةٌ ضِيزَىٰ } [ النجم : 21 - 22 ] أي : قسمة جائزة ظالمة . فكيف يكون لله الخالق الجنس الأدنى ولكم الجنس الأعلى ؟