Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 52, Ayat: 48-49)

Tafsir: Ḫawāṭir Muḥammad Mutawallī aš-Šaʿrawī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

هذا أمر لسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالصبر لحكم الله وقضائه ، وهو أمر مصحوب بهذه الرعاية وهذه العناية التي ما اختصَّ بها إلا سيدنا رسول الله وسيدنا نوح عليهما السلام ، وقد خاطبه ربه بقوله : { ٱصْنَعِ ٱلْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا … } [ المؤمنون : 27 ] . فالحق سبحانه يُسلِّي رسوله صلى الله عليه وسلم ويُطمئنه : اصبر يا محمد على أذى القوم وأنت تحت نظرنا وفي رعايتنا وحفظنا ، فلا تهتم لما يفعلون . وهذه المكانة خصّ بها أيضاً سيدنا موسى عليه السلام في قوله تعالى { وَلِتُصْنَعَ عَلَىٰ عَيْنِيۤ } [ طه : 39 ] . إذن : فقوله تعالى : { فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا … } [ الطور : 48 ] منزلة أعلى تناسب مقام سيد الأنبياء محمد صلى الله عليه وسلم { وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ حِينَ تَقُومُ } [ الطور : 48 ] أي : سبِّحه تسبيحاً مقروناً بالحمد { حِينَ تَقُومُ } [ الطور : 48 ] أي : حين تقوم من مجلسك تقول : سبحان الله والحمد لله ، فهي كفارة لما قد يكون حدث في مجلسك وهي تطهير للمجلس وخاتمة له ، والقعود والجلوس بمعنى واحد وهيئة واحدة ولكن القعود يكون عن قيام ، والجلوس يكون عن اضطجاع ، نقول : كان مضجعاً فجلس ، وكان قائماً فقعد . أو { حِينَ تَقُومُ } [ الطور : 48 ] أي : حين تقوم من نومك فتُسبِّح الله وتحمده على أنْ أعاد عليك روحك ، وأعاد إليك نشاطك بعد النوم ، وقد علّمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أنْ نقول عندما نقوم : " سبحان الذي أحيانا بعدما أماتنا وإليه النشور " ، وأن نقرأ عند القيام من المجلس سورة العصر فهي كفارة لما حدث فيه . كذلك { وَمِنَ ٱللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ … } [ الطور : 49 ] أي : سبِّح ربك آناء الليل ، في أوله وفي آخره { وَإِدْبَارَ ٱلنُّجُومِ } [ الطور : 49 ] أي في وقت السَّحَر حينما تغيب النجوم ، فالمعنى سبِّح ربك في كل هذه الأوقات فهو تسبيح موصول ، ذلك لأن الله أنعم عليك وخصَّك بنعم تستوجب هذا التسبيح وهذا الحمد .