Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 53, Ayat: 26-26)

Tafsir: Ḫawāṭir Muḥammad Mutawallī aš-Šaʿrawī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

لما اعتقدوا في الأصنام أنها تشفع لهم عند الله ، وقال : { مَا نَعْبُدُهُمْ إِلاَّ لِيُقَرِّبُونَآ إِلَى ٱللَّهِ زُلْفَىۤ … } [ الزمر : 3 ] فردّ الله عليهم بما يُبيِّن بطلان اعتقادهم ، فكيف تنتظرون شفاعة الأصنام عند الله ، والملائكة المقربون والعباد المكرمون عنده سبحانه ليس لهم شفاعة إلا بإذنه سبحانه . قوله تعالى : { وَكَمْ مِّن مَّلَكٍ … } [ النجم : 26 ] أي : كثير من الملائكة ، فكم هنا خبرية تفيد الكثرة ، لأنها تسأل عن عدد لا حصر له { لاَ تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئاً إِلاَّ مِن بَعْدِ أَن يَأْذَنَ ٱللَّهُ لِمَن يَشَآءُ وَيَرْضَىٰ } [ النجم : 26 ] . إذن : هنا شرطان لقبول شفاعة الملائكة ، الشرط الأول : أنْ يأذن الله للملَك أنْ يشفع ، الثاني : أنْ يرضى عن المشفوع له ، ولا يرضى الله إلا عن أهل التوحيد الخالص ، فهذه كرامة للشافع ، وكرامة للمشفوع فيه . يقول تعالى في آية الكرسي { مَن ذَا ٱلَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ … } [ البقرة : 255 ] . فإذا كان هذا حال الملائكة في قبول الشفاعة وهم عباد مُكرمون لا يسبقونه بالقول ، وهم بأمره يعملون ، وقال عنهم { لاَّ يَعْصُونَ ٱللَّهَ مَآ أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ } [ التحريم : 6 ] فكيف إذن بشفاعة الأصنام ؟ ونلاحظ على الأداء القرآني في هذه الآية أن كلمة { مَّلَكٍ … } [ النجم : 26 ] جاءت بصيغة المفرد ، ثم أخبر عن المفرد بصيغة الجمع ، فقال { لاَ تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ … } [ النجم : 26 ] ولم يقل شفاعته . قالوا : لأن كم الخبرية تفيد الكثرة ، فلما اجتمعت مع المفرد أعطتْه معنى الجمع ، فالمعنى { وَكَمْ مِّن مَّلَكٍ … } [ النجم : 26 ] كثير من الملائكة ، والمناسب أن يقول شفاعتهم ، بصيغة الجمع .