Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 53, Ayat: 55-55)
Tafsir: Ḫawāṭir Muḥammad Mutawallī aš-Šaʿrawī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
الحق سبحانه وتعالى يُسلِّي رسوله صلى الله عليه وسلم ويُطمئنه على نُصْرة الله له وتأييده الدعوة ، فسنة الله في الدعوات أنْ ينتهي الأمر بنصرة الحق ، وها هي الأدلة باقية شاهدة على إهلاك المكذّبين ، فقال تعالى : { وَإِنَّكُمْ لَّتَمُرُّونَ عَلَيْهِمْ مُّصْبِحِينَ * وَبِٱلَّيلِ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ } [ الصافات : 137 - 138 ] فآثارهم باقية ترونها ليل نهار . يقول تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم { فَبِأَيِّ آلاۤءِ رَبِّكَ تَتَمَارَىٰ } [ النجم : 55 ] بأيِّ نِعمَ ربك يا محمد { تَتَمَارَىٰ } [ النجم : 55 ] المراء الشك أو الجدال ، كأنه تعالى يقول له اطمئن فسوف يُتم الله عليك نعمه . وفي سورة الرحمن : { فَبِأَيِّ آلاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ } [ الرحمن : 13 ] والحديث للإنس والجن ، والرسول صلى الله عليه وسلم لما قرأها قال : " لقد قرأتُ سورة الرحمن على إخوانكم من الجن فكانوا أحسنَ استجابة منكم ، فلما سمعوا { فَبِأَيِّ آلاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ } قالوا : ولا بشيء من نعمائك ربنا نكذب فَلكَ الحمد " . إذن : مشروع أن ننفعل للقرآن عند سماعه بما يناسب المقام ، فعند الحمد نحمد الله ، وعند التسبيح نقول سبحان الله . وعند ذكر الجنة ندعو الله بها ، وعند ذكر النار نستعيذ بالله منها وهكذا . وفرْقٌ بين إعجاب صامت مكبوت في النفس ، وإعجاب منطوق مُعبَّر عنه ، ثم إنك حين تعبر عن تفاعلك مع القرآن باللفظ تكون قدوة في ذلك لمَنْ يسمعك . كلمة أي هذا تفيد الكثرة وآلاء نِعَم جمع أَلىً أي : نعمة . والمراء أي : الجدال ويكون بين طرفين يجتهد كل منهما لإقامة حجته على الآخر . والمراء في اللغة مأخوذ على معنيين : مرو الحبل يعني فتله لتقويته ، وبحسب مهمة الحبل يكون عدد الخيوط المفتولة . أو مأخوذ من يمري الناقة . أي : يحلبها ويأتي بكل ما في ضرعها . إذن : تجادل لتقوي حجتك ، أو تجادل لتخرج كلَّ ما في جعبة الخصم .