Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 6, Ayat: 143-143)

Tafsir: Ḫawāṭir Muḥammad Mutawallī aš-Šaʿrawī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

وكلمة { أَزْوَاجٍ } ، جمع زوج ، و " الزوج " يطلق على الشيء معه ما يقارنه مثل " زوج النعل " ، ونحن في أعرافنا نأخذها على الاثنين ، لكنها في الأصل تطلق على الواحد ومعه ما يقارنه ، إلا أنه إذا لم يكن هناك فارق بين الاثنين بحيث لا يتم الانتفاع بأحدهما إلا مع الآخر ولكن لا تميز لأحدهما على الآخر كالجورب مثلاً ، ففي مثل هذا نستسمح اللغة في أن نسمي الاثنين زوجا ، لكن إذا كان هناك خلاف بين الاثنين لا نقول على الاثنين : زوج . والذكر والأنثى من البشر ، صحيح أنهما يقترنان في أن كل واحد منهما إنسان ، لكن للذكر مهمة وللأنثى مهمة مختلفة . أما الجوارب فكل " فردة " منها نضعها في أي قدم لأنه فارق بينهما ، إذن كلمة " زوج " تطلق ويراد بها الشيء الواحد الذي معه ما يقارنه . والحق يقول : { ٱسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ ٱلْجَنَّةَ } [ البقرة : 35 ] . وكلمة " زوج " هنا أطلقت على حوّاء فآدم زوج وحواء زوج ، والحق هو القائل : { وَأَنَّهُ خَلَقَ ٱلزَّوْجَيْنِ ٱلذَّكَرَ وَٱلأُنثَىٰ } [ النجم : 45 ] . ولم يقل عن الاثنين : إنهما " زوج " و إلا لقال : خلق الزوج الذكر والأنثى . إذن فكلمة " زوج " تطلق على واحد معه ما يقارنه ، مثلها مثل كلمة " توأم " وهي لا تقال للاثنين ، بل تقال لواحد معه آخر . لكن الاثنين يقال لهما : توأمان . { ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ مَّنَ ٱلضَّأْنِ ٱثْنَيْنِ وَمِنَ ٱلْمَعْزِ ٱثْنَيْنِ } [ الأنعام : 143 ] . و " من الضأن اثنين " أي ذكرها وأنثاها فنسمي الذكر " كبشا " والأنثى " نعجة " . ومن المعز اثنين ، والذكر نسميه " تيساً " ، والأنثى نسميها " عنزة " ، وبذلك يكون معنا أربعة ، ومن هنا نفهم أن الزوج مدلوله فرد ومعه ما يقارنه . { قُلْ ءَآلذَّكَرَيْنِ حَرَّمَ أَمِ ٱلأُنثَيَيْنِ أَمَّا ٱشْتَمَلَتْ عَلَيْهِ أَرْحَامُ ٱلأُنثَيَيْنِ نَبِّئُونِي بِعِلْمٍ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ } [ الأنعام : 143 ] . وما دمتم أنتم تحرمون وتحللون ، وتقولون : إن هذا من عند الله فقولوا لنا أحرّم الذكرين أم حرّم الأنثيين ؟ ولا يجدون جواباً لأنه سبحانه لا حرّم هذا ولا حرّم ذاك ، ولذلك أبرزت المسألة إبراز الاستفهام ، والشيء إذا أبرز الاستفهام فمعناه أنه أمر مقرر بحيث إذا سألت الخصم لا يقول إلا ما تتوقعه ، واسمه السؤال أو الاستفهام التقريري . ويقول الحق : { نَبِّئُونِي بِعِلْمٍ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ } أي أخبروني بعلم ذلك في التحريم إن كنتم أهل صدق لأنكم لستم أهلاً للتحريم ، إنما يحرّم ويحلل من خلق وشرع . فإن كان عندكم علم قولوا لنا هذا العلم . ثم يأتي الحق بخبر الأربعة الباقية من الأنعام فيقول : { وَمِنَ ٱلإِبْلِ ٱثْنَيْنِ … } .