Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 6, Ayat: 21-21)
Tafsir: Ḫawāṭir Muḥammad Mutawallī aš-Šaʿrawī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
إنهم افتروا على الله الكذب عندما فعلوا ذلك : نسوا حظاً مما ذكروا به ، وكتموا بعضاً من الكتب المنزلة إليهم ، وحرفوا الآيات المنزلة إليهم ، وجاءوا بأقوال من عندهم ونسبوها إلى الله . ولذلك نجد الحق سبحانه يقول عنهم : { فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ يَكْتُبُونَ ٱلْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَـٰذَا مِنْ عِنْدِ ٱللَّهِ لِيَشْتَرُواْ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَوَيْلٌ لَّهُمْ مِّمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَّهُمْ مِّمَّا يَكْسِبُونَ } [ البقرة : 79 ] . إن الحق يتوعدهم بالعذاب لأنهم باعوا الدين لقاء ثمن قليل في الدنيا ، وادعوا على الله الكذب فنسبوا إليه ما لم ينزله ، ولذلك فالويل كل الويل لهم لإنهم انحطوا إلى أخس دركات الظلم وكذبوا الكذب المتعمد في كلية ملزمة وهي الإيمان بالله وبالكتب المنزلة والرسل . والافتراء هو الكذب المتعمد بغرض نسبة شيء إلى الله لم يقله ، وهم قد فعلوا ذلك ، ولهذا لا يفلح الظالمون سواء ظلموا الناس بأخذ أموالهم أو الإساءة إليهم ، أو ظلموا أنفسهم بالشرك بالله وهو أعظم الظلم { إِنَّ ٱلشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ } [ لقمان : 13 ] . ويقول الحق من بعد ذلك : { وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعاً ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُواْ أَيْنَ … } .