Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 7, Ayat: 121-121)
Tafsir: Ḫawāṭir Muḥammad Mutawallī aš-Šaʿrawī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
وهل هم سجدوا بعد الإِيمان ؟ أم آمنوا بعد السجود ؟ النص هنا يظهر منه أنهم آمنوا بعد السجود ، ولكن كان الأمر يقتضي ألا يسجد أحد إلا لأنه آمن ، لكن نحن نعرف أن الإِيمان عمل قلبي ، والسجود عمل عضلي وسلوك عملي ، فكل منهم آمن بقلبه فسجد . وهناك فرق بين أن يؤمنوا فيسجدوا ثم يعلنوا إيمانهم فيقولوا : آمنا برب العالمين لذلك نحن لا نرتب السجود على إيمان ، بل نرتب السجود مع القول بالإِيمان وبإعلان الإِيمان لأن إعلان الإِيمان شيء ، والإِيمان شيء آخر ، فكأنهم آمنوا فخروا ساجدين وبعد هذا قاموا بإعلان الإِيمان ، وكأن الناس سألوهم : ما الذي جرى لكم ؟ فقالوا : { آمَنَّا بِرَبِّ ٱلْعَالَمِينَ } . إذن فمن يحاول أن يستدرك على النص فعليه أن ينتبه إلى أن إخبارهم عن الإِيمان يعني وجود الإِيمان أولاً ، والسحرة قد آمنوا فسجدوا ، فاستغرب منهم الناس هذا السجود ، وهنا قال السحرة : لا تستغربوا ولا تتعجبوا فنحن قد آمنا برب العالمين . { آمَنَّا بِرَبِّ ٱلْعَالَمِينَ } [ الأعراف : 121 ] . وقيل في بعض التفاسير : إن فرعون قال : أنا رب العالمين . لكن السحرة لم يتركوا قوله هذا فأعلنوا أن رب العالمين هو : { رَبِّ مُوسَىٰ وَهَارُونَ } . وقال فرعون : لقد ربيت أنا موسى ، فقالوا : لكنك لم ترب هارون . ولذلك أوضح الحق هنا أن رب العالمين هو : { رَبِّ مُوسَىٰ … } .