Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 7, Ayat: 188-188)
Tafsir: Ḫawāṭir Muḥammad Mutawallī aš-Šaʿrawī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
ويقول الحق تبارك وتعالى على لسان رسوله : أنتم تسألونني عن الساعة ، وأنا بشر ، ومتلقّ فقط ، والإرسال بالمنهج يأتي من الله وأنا أبلغه ، ولا علم لي بموعد قيام الساعة ، ولا أملك لنفسي لا ضراً ولا نفعاً ، أي لا أملك أن أدفع الضر عني أو أجذب النفع لنفسي ، ولكن حين يسوق الله النفع أو يمنع الضر ، فالإنسان يملك ما يعطيه الله ، والعاقل حين يملك ، يقول : إن هذا ملك عَرَضي ، لا آمن أن ينزع مني . لذلك قال لنا الحق تبارك وتعالى : { قُلِ ٱللَّهُمَّ مَالِكَ ٱلْمُلْكِ تُؤْتِي ٱلْمُلْكَ مَن تَشَآءُ وَتَنزِعُ ٱلْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَآءُ وَتُعِزُّ مَن تَشَآءُ وَتُذِلُّ مَن تَشَآءُ بِيَدِكَ ٱلْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } [ آل عمران : 26 ] . وهنا يقول الحق تبارك وتعالى : { قُل لاَّ أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعاً وَلاَ ضَرّاً إِلاَّ مَا شَآءَ ٱللَّهُ } [ الأعراف : 188 ] . أيْ أنَّ أحداً لا يملك شيئاً إلا ما شاء الله أن يملكه ، ورسول الله من البشر . ويضيف : { وَلَوْ كُنتُ أَعْلَمُ ٱلْغَيْبَ لاَسْتَكْثَرْتُ مِنَ ٱلْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ ٱلسُّوۤءُ } [ الأعراف : 188 ] . ومحمد صلى الله عليه وسلم لو كان يعلم الغيب لاستكثر من الخير ، فقد حارب ، وانتصر ، وحارب وانهزم ، وتاجر فربح ، ويسير عليه ما يسير على البشر ، ومرة يدبر الأمر الذي لم يكن فيه منهج من السماء ، فمرة يصيب ومرة يخطىء . فيصحح له الله لذلك يأتي القول على لسانه بأمر من الله : لو كنت أعلم الغيب لما وقعت في كل هذه المسائل ، وكان أهل رسول الله من قريش قد قالوا : إننا أقاربك ، فقل لنا على موعد الساعة . حتى نستعد لملاقاتها . ويتابع المولى سبحانه قوله : { وَمَا مَسَّنِيَ ٱلسُّوۤءُ إِنْ أَنَاْ إِلاَّ نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ } [ الأعراف : 188 ] . وساعة ترى " إن " فهي مرة تكون شرطية مثل : " إن ذاكرت تنجح " ، ومرة تكون للنفي وتجد بعدها اسماً ، والمعنى : ما أنا إلا نذير وبشير لقوم يؤمنون . والكلام موجه إلى المؤمنين لأنهم هم الذين ينتفعون بالنذارة وبالبشارة ، وما يُنذروا به لا يفعلوه ، وما يبشروا به يفعلوه . ويقول الحق بعد ذلك : { هُوَ ٱلَّذِي خَلَقَكُمْ مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا … } .