Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 7, Ayat: 71-71)

Tafsir: Ḫawāṭir Muḥammad Mutawallī aš-Šaʿrawī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

لقد كان يكلمهم ويكلمونه ، قالوا له : ائتنا بالعذاب ، فقال لهم : { قَدْ وَقَعَ عَلَيْكُمْ مِّن رَّبِّكُمْ رِجْسٌ وَغَضَبٌ } ، فكيف يقول وقع ؟ لقد قال ذلك لأنه يخبر عن الله . و " وقع " فعل ماض ، لكنا نعلم أن كلام الله مجرد عن الزمان ماضياً كان أو حاضراً ، أو مستقبلاً ، لقد قال سيدنا هود : " وقع " والعذاب لم يقع بعد ، لكن لما كان قوله بلاغاً عن الله فإنّه يؤكد وقوع العذاب حتماً لأن الذي أخبر به قادر على إنفاذه في أي وقت ، ولا إله آخر ولا قوة أخرى قادرة على أن تمنع ذلك . والذي وقع عليهم هو الرجس ، والرجس أي التقذير ، ضد التزكية والتطهير . وغضب الله الواقع لم تحدده هذه الآية . لكن لا بد أن له شكلاً سيقع به . ويسائلهم هو ساخراً : { أَتُجَٰدِلُونَنِي فِيۤ أَسْمَآءٍ سَمَّيْتُمُوهَآ أَنْتُمْ وَآبَآؤكُمُ } ، وكل اسم يكون له مسمى ، وهذه الأسماء أنتم أطلقتموها على هذه الآلهة ، وهل لها مسميات حقيقة لِتُعبد ؟ . لا ، بل أنتم خلعتم على ما ليس بإله أنه إله ، وهذه أسماء بلا مسميات ، وأنتم في حقيقة الأمر مقلدون لآبائكم . وما تعبدونه أسماء بلا سلطان من الإِله الحق . { مَّا نَزَّلَ ٱللَّهُ بِهَا مِن سُلْطَانٍ } [ الأعراف : 71 ] . أي ليس لهذه الأسماء من حجة على ما تقولون ، بدليل أنهم كانوا يسمون في الجاهلية إلهاً باسم " العزّى " وعندما يكسرونه لا يجدون عزاً ولا شيئاً لأن هذا الإِله المزعوم لم يدفع عن نفسه ، فكيف يكون إلهاً وقيّوما على غيره ؟ وكذلك سموا " اللات " أي الله ومضاف له التاء ، وعندما يكسرونه لا يجدون له قوة أو جبروتاً أو طغياناً . ويقول هود لقومه ما يؤكد وقوع العذاب : { فَٱنْتَظِرُوۤاْ إِنِّي مَعَكُمْ مِّنَ ٱلْمُنْتَظِرِينَ } [ الأعراف : 71 ] . وقوله : { فَٱنْتَظِرُوۤاْ } ، جعلنا نفهم قوله السابق : { قَدْ وَقَعَ عَلَيْكُمْ مِّن رَّبِّكُمْ رِجْسٌ وَغَضَبٌ } بأن الرجس والغضب قادمان لا محالة . صحيح أنه عبر عن ذلك بالفعل الماضي ، ولكن لنقرأ قوله الحق : { أَتَىٰ أَمْرُ ٱللَّهِ فَلاَ تَسْتَعْجِلُوهُ } [ النحل : 1 ] . و " أتي " فعل ماضٍ ، وفي الظاهر أنه يناقض قوله : { فَلاَ تَسْتَعْجِلُوهُ } لأن الاستعجال يدل على أنّ الحدث لم يأت زمنه بعد . ولكن لنا أن نعلم أن الذي أخبر هو الله ، ولا توجد قوة ثانية تغير مرادات الله أن تكون أو لا تكون . يقول الحق بعد ذلك : { فَأَنجَيْنَاهُ وَٱلَّذِينَ مَعَهُ … } .